مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

اسقف التعليم وحال التعليم

 اسقف التعليم وحال التعليم .




ونحن نحتفل في هذه الأيام المباركة بعيد سيامة اول اسقف للتعليم وهو الانبا شنودة على يد القديس البابا كيرلس يوم ١٣ اكتوبر عام ١٩٦٢ نتذكر الحال الذي وصل إليه التعليم اليوم. .

فعندما اختار البابا كيرلس السادس الراهب انطونيوس السرياني لرسامته كأول اسقف للتعليم لم يكن مجرد اختيار بشري لكن بإرشاد الروح القدس الذي كان يعمل في البابا كيرلس بقوة. .

وجاء الانبا شنودة اسقف التعليم والكليات والمعاهد الدينية والكليات الاكليركية وحدثت النهضة في التعليم على كافة المجالات . لكن كان أهم ما يميز هذه الفترة المباركة هي وحدة التعليم الكنسي ومواجهة أي فكر غريب عن إيمان كنيستنا فكان للكنيسة فكر واحد وتعليم واحد واستمر هذا المنهج حتى نياحة البابا شنودة الثالث. 

ولاحظنا في السنوات الأخيرة كيف وصل حال التعليم الذي أشبه بحالة فوضوية كل من يريد أن يعلم بشيء بعلم به .

كل من يريد أن يعلم بفكره الخاص يعلم .

كل من تتلمذ على فكر غربي أو تعليم غريب استقى منه فكره راح يعلم به .

وهكذا وجدنا مراكز ومدارس ومناهج تخرج ويعلم بها البعض دون أي اشراف أو مراجعة كنيسة وشيئا فشيئا بدأت تتفكك وحدة التعليم وبدأ وجود اراء ومدارس ومناهج مختلفة أثرت على وحدة التعليم ووحدة الفكر وبالطبع كانت النتيجة ما نشهده من آراء متضاربة وافكار ذاتية وهجوم على إيمان كنيستنا المستلم .

ولأن التعليم هو القناة التي يستقي منها الفرد افكار الإيمانية وعقيدته فهو عامل شديد الخطورة في تغيير هوية أي كنيسة أو حتى مجتمع .

ولعلنا نلاحظ حال التعليم اليوم في بعض كنائس الغرب ولم يتوقف الأمر على اعوجاج حال التعليم لكن الأمر طال الايمان أيضا .

فعلى سبيل المثال الكنيسة الكاثوليكية ظلت محافظة على إيمانها التقليدي الي نهاية القرن العشرين حتى ظهر بعض المحدثين وبدأت حركة تحت مسمى تجديد الفكر ومن خلال مدارس ومناهج وأساليب تعليم ونشر كتب ومطبوعات وأبحاث بعد عقود قليلة تغير الايمان الكاثوليكي تغير جذري ووصل الأمر أن أصبح المنهج المتبع في تفسير الكتاب المقدس اليوم منهج تشكيكي ينكر قداسة ووحي الكتاب المقدس وينكر المعجزات وينكر حقيقة احداث سفر التكوين بل ويعلم أن الكتاب المقدس به اساطير !!

بالطبع جميع هذه الأفكار تخص الايمان لكنها بدأت بتعليم يعلم بذلك !!.

تعليم تحت مبرر البحث الأكاديمي وعرض الآراء المختلفة وعرض المدارس النقدية وتحت مسمى البحث والأكاديمية طال الأمر الايمان والعقيدة واستطاع التعليم المنحرف أن يغير إيمان كنيسة كبيرة مثل كنيسة روما !!!

وهنا تكمن خطورة التعليم - وبالطبع اقصد هنا التعليم المنحرف - تعليم مسموم يقدم في شكل شيك وشيق وفي ثوب الأكاديمية وهو في النهاية تعليم هدفه ضياع الايمان المستلم وضياع هوية وفكر الكنيسة والأخطر هو كسر وحدة التعليم وبالتالي الايمان في الكنيسة !!!.

وهكذا أصبح التعليم الغير سليم هو أخطر ما يواجه كنيستنا اليوم .

فالهرطقات والبدع تقدم من خلال تعليم .

كسر وصايا الكتاب المقدس تقدم من خلال تعليم .

تفريغ العقائد من مضمونها تقدم من خلال تعليم. .

حتى إنكار وحي الكتاب المقدس والطعن فيه يقدم من خلال تعليم. 

والمبرر طبعا نعرض جميع الآراء وكما قال أحدهم في أزمة الكتب المنحرفة التي عرضت في مكتبة الاكليركية منذ أكثر من عام نعرض الكل وعلى الطالب أن يختار وهو فكر في منتهى الخطورة فالكنيسة لا تقدم سوى طعام جيد لبن غير مغشوش لا يمكن أن يقدم الغذاء الفاسد من ام لابنها .

لا يمكن أن تقدم الكنيسة تعليم غاش أو فاسد تحت أي مبرر فالكنيسة تقدم التعليم المستقيم ليواجه الدارس والمتعلم به بدع وافكار الخارج المنحرفة !!

لذلك ينبغي أن يظل تعليم الكنيسة تعليم نقي مستقيم  وكان هذا هو منهج الكنيسة طوال تاريخها بشكل عام. منهج البابا شنودة منذ أن كان اسقف للتعليم بشكل خاص !!.

أما اليوم فنجد الحال غير الحال والافكار المنحرفة والتشكيكية تقدم في ثوب جميل وشكل شيك وفيديوهات شيقة مثلما شاهدت مؤخرا في بعض فيديوهات ما يسمى #الاكاديمية_اللاهوتية فيما يخص تعليم يخص الكتاب المقدس وفي هذا الأمر حديث مفصل أن شاء الرب وعشنا. 

لو أردت أن تخرب اي إيمان فابدا بالتعليم وهذا ما فعله اريوس ونسطور وكل هرطوقي الي اليوم .!!

حال التعليم اليوم ليس مستقيم مثلما كان من قبل !!!

وللحديث بقية .

#التعليم_الكنسي 

#مقال_الجمعة 

---------------

#عصام_نسيم 

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي