مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

تقرير عن الحوار مع الكنيسة الأشورية النسطورية

لجنة العلاقات الكنسية

تقرير عن الحوار السريانى

مع الكنيسة الأشورية





الكنيسة الأشورية هى كنيسة المشرق التى لم تحضر مجمع أفسس المسكونى 431م وكانت تقع فى الإمبراطورية الفارسية.

وقد إعتنقت هذه الكنيسة تعاليم نسطور ودافعت عنه وإعتبرته معلماً وقديساً وما زالت تذكره فى ليتورجياتها وتعيّد له فى عيد المعلمين اليونانيين.

وإعتنقت هذه الكنيسة أيضاً تعاليم ديودور الطرسوسى وثيئودور المصيصى أسقف ما بين النهرين (الموبسويستى). وإعتبرتهما مثل نسطور قديسين ومعلمين يونانيين (أى من الذين كتبوا تعاليمهم باللغة اليونانية)، وتعيّد لهم مع نسطور.

وتهاجم ليتورجيات هذه الكنيسة أضداد نسطور أمثال القديس كيرلس السكندرى والقديس ساويرس الأنطاكى وتعتبرهم أناس أشرار.

وترفض هذه الكنيسة قرارات المجمع المسكونى الثالث فى أفسس (431م) وقرارات المجمع الخاص بالخلقيدونيين الذين يعتبرونه المجمع المسكونى الخامس (مجمع القسطنطينية الثانى 553م) لأن هذا المجمع قد حرم شخص وكتابات ديودور الطرسوسى، كما حرم الفصول الثلاثة التى لم يحرمها مجمع خلقيدونية وهى كتابات ثيئودور الموبسويستى، وثيئودوريت أسقف قورش ضد حروم القديس كيرلس الإثنى عشر، وخطاب إيباس أسقف أديسا.

وكان القديس كيرلس السكندرى قد كتب خطاباً للإمبراطور ثيئودوسيوس وقبله خطاباً إلى الإكليروس وإلى القس لامبون بعد مجمع أفسس وبعد المصالحة مع يوحنا الأنطاكى يحذّر فيها من تعاليم ديودور وثيئودور معتبرًا إياهما آباء النسطورية وقال أن تعاليم ثيئودور هى أخطر من تعاليمنسطوريوس بطريرك القسطنطينية الذى عزله المجمع وحرم تعاليمه، والذى تتلمذ على تعاليم ديودور وثيئودور آباء النسطورية. 

جزء اول ..


وكان نسطور قد نشأ فى أنطاكية  قبل أن يصير بطريركاً للقسطنطينية. كما أن ثيؤدور أيضاً قد نشأ فى أنطاكيا قبل أن يصير أسقفاً لمدينة موبسويستا Mopsuestia.

قال المطران "باواى سورو" من الكنيسة الأشورية فى ورقته التى قدمها فى فينا (يونيو 1994) :

[تذكر ليتورجيات الكنيسة نسطور بلا إستثناء، مع ديودور الطرسوسى Diodore of Tarsus وثيئودور المصيصى Theodore of Mopsuestia فى صلواتها. يبرز التقويم "تذكار للأساتذة (المعلمين) الثلاثة"، "قائمة" من الأباء الغربيين (بالنسبة لكنيسة المشرق) تتضمن -وتؤكد على- نفس اللاهوتيين الثلاثة. وإذا كان السؤال هو "هل تبجِّل كنيسة المشرق نسطور وتستمر فى إستخدام مفرداته اللاهوتية؟" فالجواب واضح].


والعجيب أن نفس المطران قد تظاهر أمامنا فى مصر فى يناير 1995 أنه مستعد مع كنيسته فى المرحلة المقبلة على التخلى عن تكريم نسطور، وشطب إسمه من الليتورجية الأشورية، وتم تسجيل ذلك فى محاضر الجلسات صوتياً وكتابةً. ثم عاد وأنكر ذلك بشدة فى فبراير 1996م فى إجتماع الحوار السريانى فى فينا تحت إشراف مؤسسة بروأورينا. بل تجاسر فى ورقته التى قدمها فى هذا الحوار الأخير على مطالبة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برفع الحرم عن نسطور لأن مجمع أفسس 431م قد ظلمه برئاسة البطريرك كيرلس السكندرى.


كانت الكنيسة الأشورية قد طالبت بالإنضمام لمجلس كنائس الشرق الأوسط وذلك أثناء إنعقاد الجمعية العمومية الرابعة سنة 1986. وقد عارضت الكنيسة القبطية فى ذلك بخطاب موجه إلى الأمين العام للمجلس وإنضم إليهم فى توقيع الخطاب مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الذين كانوا أعضاء فى وفد كنيستهم إلى الجمعية العامة وعدد المطارنة السريان الموقعين كانوا خمسة. وكان سبب الإعتراض هو رفض مشاركة كنيسة نسطورية المعتقد فى عضوية المجلس.

فى ذلك الوقت تم لقاء بين بعض أعضاء الوفد القبطى وممثلى الكنيسة الأشورية بحضور كلاً من المطران جورج خضر والأمين العام للمجلس. 


وحينما نوقشوا فى عقيدتى التجسد والفداء قال الأشوريون "الله ما بيتصلب، الله ما بيتجسد". وقد فهم الوفد القبطى فى ذلك الحين أن الأشوريين هم نساطرة -لا محالة- فى عقيدتهم.


وحينما طلب المجلس من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن تشارك فى حوار يجريه المجلس مع لاهوتيى هذه الكنيسة، لم تمانع الكنيسة القبطية فى ذلك، لأن الحوار فيه فرصة للشهادة للإيمان المستقيم وشرحه للآخرين.

وبالفعل بدأ الحوار وإستمر الإعداد له وإجرائه إلى نوفمبر 1995 حينما حضر قداسة البابا شنودة الثالث الجمعية العمومية للمجلس وإنتخب قداسته رئيساً للمجلس عن العائلة الأرثوذكسية اللاخلقيدونية وفى تلك الآونة إتفق على حضور وفد من الكنيسة الأشورية لإجراء حوار غير رسمى مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث مع حضور ممثلين للكنيسة السريانية الأرثوذكسية ولمجلس كنائس الشرق الأوسط.

فى ذلك اللقاء أظهر أعضاء الوفد الأشورى تجاوباً فى كتابة نص مقترح عن الكريستولجى فيما يخص طبيعة السيد المسيح ووعدوا بإزالة كل ما يتعارض مع هذا النص فى مصادرهم التعليمية وليتورجياتهم. وكان المقصود بذلك هو حذف الحروم ضد القديسين أمثال كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى وكذلك حذف أسماء نسطور وديودور وثيئودور من قائمة قديسى هذه الكنيسة ورفض كل التعاليم النسطورية. ولم يعتبروا فى كلامهم أن نسطور قد حكم عليه ظلماً كما قيل منهم ومن الكاثوليك فى إجتماعات الحوار السريانى فى برو أورينتا فى فينا فى يونية 1994 وفى فبراير 1996.

وكان البابا الرومانى الكاثوليكى قد وقّع إتفاقية مشتركة حول الكريستولجى فيما يخص طبيعة السيد المسيح مع الأشوريين وقام البطريرك دنخا الأول الأشورى بالتوقيع على ذلك الإتفاق وذلك فى 11/11/1994.

كنتيجة للتراث السريانى المشترك بين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة الأشورية وبالرغم من التباين اللاهوتى والعقائدى الشديد بينهما، كان هناك ميل من السريان الأرثوذكس لإحداث تقارب مع الكنيسة الأشورية. وأحياناً كانوا يعلنون نوعاً من التعاطف معهم.

وشعرت مؤسسة برو أورينتا الكاثوليكية بذلك، فنظمت حواراً غير رسمى لكل الكنائس ذات التراث السريانى، وهى الكنائس الكلدانية (الكاثوليكية) والكنائس الموارنة (الكاثوليك) والسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والسريان الهنود الأرثوذكس والأشوريين التابعيين للتقويم الحديث (البطريرك دنخا) والتابعين للتقويم القديم (البطريرك أداى).

وإنعقدت دورتان لهذا الحوار فى فينا فى يونية 1994 وفى فبراير 1996. ودعيت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للحضور بصفة مراقب observer فى اللقاء الثانى أى فى فبراير 1996.

وقد تم نشر وقائع ووثائق وأوراق الحوار الأول باللغة الإنجليزية ثم تمت ترجمته إلى اللغة العربية وطبع فى سوريا بمعرفة المطران مار يوحنا إبراهيم (مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم) مطران حلب للسريان الأرثوذكس وهو أحد الرؤساء المشاركين لجلسات هذه الحوار غير الرسمى.

وبدراسة ما تم نشره عن اللقاء الأول، وما تم تقديمه فى اللقاء الثانى إتضح أن هناك إتجاهاً كاثوليكياً -أشورياً واضحاً لتبرئة نسطور وديودور وثيئودور الموبسوستى مع إتهام واضح للقديس كيرلس بأنه حكم على نسطور بدافع الغيرة منه أى لأسباب شخصية خاطئة. وبأن مجمع أفسس قد ظلم نسطور. مع رفض لقرارات مجمع القسطنطينة الثانى 553م ضد الفصول الثلاثة.

فكثير من علماء اللاهوت حالياً فى الغرب يحاولون تبرئة نسطور، وهذا جعل من الممكن تكوين تحالف غربى/أشورى للدفاع عنه وعن تعاليمه هو وأساتذته ديودور وثيئودور.

وقد قام ممثل الكنيسة القبطية أثناء لقاء فينا 1996 بتقديم ورقة باللغة الإنجليزية ترد على الدفاع الحديث المقدم من الدارسين الغربيين.

أما فيما يخص مجلس كنائس الشرق الأوسط فقد وافق الكاثوليك على ضم الكنيسة الأشورية إلى العائلة الكاثوليكية ضمن المجلس وطالبوا بدخولهم فى عضوية المجلس بهذه الصفة.

ونحن نرى أن الحوار الأشورى يحتاج إلى حرص كبير فهناك مخطط واضح لتبرئة نسطور والفصول الثلاثة، والكنيسة الكاثوليكية تلعب دوراً لا يقل فى خطورته عن دورها فى مجمع خلقيدونية، بعد أن قام البابا لاون الأول بمحاللة ثيئودوريت أسقف قورش وإيباس أسقف أديسا المعروفين بميولهم النسطورية وهو السبب الذى من أجله حرم البابا ديسقورس طومس لاون بعد أن إستلمه ولم يحرمه فى المجمع الأفسسى الثانى 449م المنعقد بدعوة من الإمبراطور.


الأنبا بيشوى

مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس


عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي