مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

صوم أهل نينوى وفصح يونان

 



صوم أهل نينوى وفصح يونان .





استقبلت الكنيسة القبطية صوم أهل نينوى أو صوم أهل يونان كما هو شاىع في كنيستنا .

فهو صوم توبة أهل نينوى وايضا نهايته هو فصح يونان .

وهو صوم مرتبط بحدث تم في الكتاب المقدس .

فلا يمكن أن نفصل الصوم عن أهل نينوى أو يونان .


وكان يونان نبي لمملكة إسرائيل مملكة الشمال في الفترة ما بين عام ٨٢٥ : ٧٨٤ قبل الميلاد .

أما عن الصوم فمعروف أنه مرتبط بحادثة توبة أهل نينوى ومنادة يونان لهم بالتوبة .

ومدينة نينوى كانت تقع في بلاد العراق ونينوى كانت مدينة عظيمة كوصف الله نفسه شعبها كان ١٢٠٠٠ ربوة ( ١٢٠ الف نسمة ) وقد حددها الملك سنحاريب وجعلها عاصمة عاصمة. الإمبراطورية الآشورية وكانت مدينة مشهورة بالشرور الكثيرة وكان معروفة يعبادة الآلهة عشتاروت .

وقد بدأ تقهقر المدينة من منتصف القرن السابع قبل الميلاد وفي عام ٦٢٥ ق م أعلن الملك نبو لاسر استقلاله عن نينوى وفي عام ٦١٢ ق م تحالف مع جيرانه مادي وفارس ودمر المدينة وتحققت نيؤة ناحوم النبي عن خراب مدينة نينوى .

وقد استمرت توبة أهل نينوى خمسون عاما فقط لترجع مرة أخرى لشرورها وتستحق الخراب والدمار .!

وقد استجاب شعب نينوى بما فيهم الملك لمناداة يونان لهم بالتوبة قاىلا :


فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: "بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى". (يون ٣ : ٤)


وقد استجاب الشعب كما جاء في الكتاب المقدس


فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. (يون ٣ : ٥)


وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. (يون ٣ : ٦)


فاستجاب الرب لتوبة أهل نينوى

فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ. (يون ٣ : ١٠)


وصارت دعوة الله لتوبة يونان مثال لسعي الله لخلاص العالم كله وليس شعب بني إسرائيل فقط .

وايضا أن كل من يؤمن بالله ويدعوه يخلص مثال شعب يونان الذي آمن بالرب وتاب عن شروره الكثير قبله الرب واستحاب لهم .

والجميل ما جاء عن الله في سفر يونان عندما قال له يونان النبي بعد أن استجاب لتوبة أهل نينوى قاىلا :


وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: "آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ. (يون ٤ : ٢)

بالله الرؤوف بطيء الغضب كثير الرحمة ونادم على الشر .

ولعل هذه الصفات ترد على بعض الذين يدعوا أن الله في العهد القديم قاسي وعنصري لشعب بني إسرائيل فقط !

قصة يونان توضح لنا أن الله يسعى لخلاص كل انسان وايضا إنه اله محب رؤوف بطئ الغضب فليس أهل نينوى فقط الذين آمنوا وتابوا بل وأيضا البحارة أيضا آمنوا وقدموا ذباىح للرب الإله .

تاريخ صوم أهل نينوى


أما عن صوم يونان فهو معروف في الكنيسة السريانية ويصومونه ثلاثة أيام والكنيسة الأرمنية ومدته خمسة أيام والكنيسة القبطية ومدته ثلاثة أيام ويبدا قبل الصوم الكبير بحوالي اسبوعين

فهو صوم فريد مدته ثلاثة أيام ولم يكن موجود في كنيستنا القبطية في الالف سنة الاولى ولكن دخل الي كنيستنا القبطية في عهد الانبا ابرام بن زرعه وهو البطرك رقم.٦٢ من بطاركة كنيستنا القبطية والذي جلس على كرسي مارمرقس من عام ٩٧٥ م الي عام ٩٧٩ م 

وفي عهده تمت معجزة جبل المقطم وتم اضافة ثلاثة أيام الي صوم الميلاد المجيد وقد كان هذا البطريرك كان سرياني الجنس وكان هذا الصوم موجود في الكنيسة السريانية وقد ادخله الانبا ابرام بن زرعه الي الكنيسة القبطية لزيادة التالف بين الكنيستين كما يقول ابن المكين في كتابه مختصر البيان في تحقيق الايمان ' 


( وليس كما جاء في بعض الكتب هو أنه عندما وجد الانبا ابرام بن زرعة الأقباط يصومون اسبوع هرقل صامه معهم وادخل هذا الصوم لأنه صام هذا الأسبوع وهذا كلام غير دقيق تاريخيا وايضا غير معقول كما سنوضح فيما بعض في مقال منفصل ) .


وكما هو معروف تاريخيا كان هذا الصوم من اصوام الكنيسة السريانية وله شأنه فيها وكان موجود في الكنيسة السريانية منذ القرون الأولى ولما له من أهمية ادخله الانبا ابرام الي الكنيسة القبطية .

وقد استقبل الأقباط هذا الصوم بكل ترحاب وكانوا يصومونه بنسك شديد حتى أنه حتى القرن الثامن عشر كان يصلى بالطقس السنوي ونتيجة صوم الشعب القبطي بنسك شديد غيرت للكنيسة وقتها الطقس من سنوي الي طقس الصوم الكبير .

والعحيب أيضا أن البابا غبريال الثامن البطريرك ٩٧ في القرن السادس عشر أراد أن يلغي هذا الصوم من اصوام الكنيسة ولكن الشعب تصدى له وتمسك بالصوم فتراجع هذا البطريرك عن رغبته هذه ومن هذا الموقف نجد أن الشعب القبطي يكون متمسك في بعض الأحيان بما تمسك واستلم أكثر من بعض الاكليروس .!

والصوم البعض يقول عنه أنه صوم توبة أهل نينوى وليس صوم يونان فيونان لم يصوم ولكن من صام شعب أهل نينوى .

هل هو صوم أهل نينوى ام صوم يونان ؟


والبعض يقول إنه صوم يونان والدليل أنه ينتهي بعيد يسمى فصح يونان وهو لقب فريد لم يذكر في اي صوم اخر ويونان مكث في بطن الحوت صارما ثلاثة أيام مثال السيد المسيح كما نصلي في مزمور التوزيع وايضا في ذكصولوجية صوم يونان .

والحقيقة أن كنيستنا ربطت الصوم بأهل نينوى وايضا بيونان النبي .

فالصوم صوم توبة واستمطار مراحم الله لكي يرفع غضبه عن الشعب بسبب شرورهم .

وايضا هو فصح يونان الذي عبر من الموت للحياة وكان مثال لموت وقيامة السيد المسيح من الأموات .

وليس نحن من يقول هذا بل السيد المسيح له المجد الذي قال هذا .

فالرمز الذي استخدمه السيد المسيح لموته وقيامته هو يونان في بطن الحوت .!

فعندما سألوه اليهود أن يصنع أية قال لهم :


فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:"جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. (مت ١٢ : ٣٩)



لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال. (مت ١٢ : ٤٠)


وهنا استخدم رب المجد قصة يونان في بطن الحوت كمثال لمكوثة في القبر ثلاثة أيام وقال صراحة أن ما حدث ليونان أية وهو في بطن الحوت وهو يرد على من يدعون ان قصة يونان غير حقيقة ولم تحدث ولكنها رمز !

فالسيد المسيح أكد عليها بل واستعان بها كمثال لموته وقيامته .

لذلك الكنيسة دعيت عيد انتهاء الصوم بفصح يونان وهو مصطلح لا يوجد في اي صوم الا الصوم الكبير الذي ينتهي بالفصح أو القيامة المجيد فكلمة فصح تعني عبور والمقصود هو العبور من الموت الي الحياة .

وفي نفس المثال الذي ذكره رب المجد استشهد أيضا بتوبة أهل نينوى فقال :

رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا! (مت ١٢ : ٤١)

هنا يوضح لنا رب المجد كيف كانت توبة أهل نينوى بمنادة يونان وكيف استجابوا له وصاموا وناحوا وتابوا عن خطاياهم لذلك رحمهم الرب وغفر لهم .

فتوبة أهل نينوى بمنادة يونان أصبحت مثال واهل نينوى أصبحوا يدينون اجيال كثيرة لم تستجيب للصوت الإلهي بالتوبة والرجوع عن خطاياهم كما قال رب المجد .

وهكذا كما ذكرت لا يمكن فصل هذا الصوم لا عن توبة أهل نينوى ولا عن عبور يونان وخروجه حي من بطن الحوت ثلاثة أيام .

فنحن نصوم ونطلب مراحم الرب ليغفر لنا خطايانا نتذكر اثامنا ونتذكر كيف تمردنا كثيرا على وصية الله وكنا اشرار نصوم ونصلي كمل فعل أهل نينوى ثم بنهاية الصوم تحتفل بفصح يونان وعبوره من الموت الي الحياة وهكذا التوبة عن خطايانا تنقلنا من الموت الي الحياة فكما قال رب المجد :

كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ. (لو ١٣ : ٣)

صوم يونان هو صوم التوبة

هو صوم العبور من الموت للحياة .

هو صوم نستعد به للصوم الكبير الصوم الأربعيني الذي صامه رب المجد نفسه واسبوع الالام لنعبر من الالام الي امجاد القيامة .

الرب قادر أن يقبل اصوامنا وصلواتنا ويغفر لنا خطايانا امين .

---------------

#عصام_نسيم

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي