مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

كيف انحرفت كنيسة روما عن الحق الإلهي. 1




لم يأتي القرن العشرين الا وشهد سقطات جديده للكنيسة الكاثوليكية عن الحق الكتابي ليحدث تحول كبير في كثير من المفاهيم الايمانة والعقائدية نحو الكتاب المقدس في كنيسة روما بعد ان ظلت محافظة على التقليد الابائي في تفسير الكتاب المقدس وكذلك النظرة المقدسة ككتاب موحى من قبل الله كتبها اناس الله مسوقين من الروح القدس !
فمع انتشار الليبرالية بافكارها التكشكية والطعن في وحي الكتاب المقدس والادعاء ان به اساطير وان كتابه اقتبسوا من الاساطير القديمة في بداية القرن التاسع عشر في اوساط الكنائس البروتتسانتية في اوربا انتشارا من المانيا تلك الافكار التي كانت نتاج مدرسة الليبرالية الحديثة ومدرسة النقد الكتابي الاعلى والتي كان كل همها التشكيك في صحة الكتاب المقدس !
ولكن هل ظلت الكنيسة الكاثوليكية بعيده عن هذا التعليم الجديد ؟ ام اتى عليها ريح التعليم الغريب بعد ان اجتاح معظم كنائس اوربا ؟
في الحقيقة لم تسلم كنيسة روما ذات الافين عام من هذا التعليم فمع بداية القرن العشرين اصبح هناك بعض الكاثوليك المتشبعين والمعقتدين بكثير من افكار لاهوت التحرر ضد الكتاب المقدس وبداوا يسعون في تغير مفاهيم الكنيسة الكاثوليكية التقليدية بهذه المفاهيم الحديثة والتي كانت حسب فكرهم تتوافق مع العلم الحديث والتعليم الجديد !
ولكن




فى الحقيقة كان هناك مقاومة قوية من قبل بعض البابوات فى روما، ضد هذا الفكر الجديد، وخصوصًا 

من قبل "البابا ليون الثالث عشر" و"البابا بيوس العاشر" فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين!


وسنعرض سريعا تاريخ بعض بابوات روما في القرن العشرين ومقاومتهم او قبولهم هذا الفكر

البابا لاون الثالث عشر 1878 - 1903م :



وكان من أهم الذين قاوموا هذا الفكر بقوة، بل قام بكتابة رسالة عام 1893م بعنوان: "الله كلى العنايةقام فيها بالرد على هذه افكار الليبرالية الحديثة والتي تطعن في صحة الكتاب المقدس وقال فيها

- التنديد بأضاليل مدرسة النقد الأعلى، واللاهوت الليبرالى، التى ترفض الوحى المقدس وتعتبر 

الكتاب المقدس كتابًا بشريًا مثله مثل أى كتاب، وأنكرت المعجزات الإلهية، واعتباره يحتوى على أساطير شعبية.

بل شهد تاريخ هذا البابا قيام بعض علماء اللاهوت الكاثوليك بكتابة بعض الكتب التي ترد على هذا الفكر .
ثم جاء البابا بيوس العاشر



2- البابا بيوس العاشر 1903 - 1914م :




وقد قاوم هذا التيار بشدة، الذى وقته كان هناك من تأثروا بهذا الفكر، والذين أطلق عليهم الحداثيين، وأصبح لهم وجود داخل كنيسة روما . وقام البابا بيوس وقتها بالتنديد بأفكارهم، ورفضها بشدة، وأطلق عليهم المبتدعين، أو أصحاب البدع. وتم مقاومهم بشدة داخل الكنيسة الكاثوليكية. ولكن مع رحيل البابا بيوس العاشر، حدث تحول داخل الكنيسة الكاثوليكية، وبدأ انفتاح الكنيسة على الحداثة، أو التيار العقلانى الجديد، وبدأ هناك اتجاه شبه رسمى من قبل الكنيسة نحو هذه الأفكار!


وبدأ تأثير "الحداثيين" أو "الليبراليون الجدد" حتى ظهر تأثيره القوى فى قرارات المجمع الفاتيكانى الثانى الذى انعقد عام 1965م.


وتلخصت رؤية الحداثيين الجدد داخل الكنيسة الكاثوليكية فى النقاط الآتية :


1- أن يكون هناك توافق بين العلم الحديث، والإيمان المسيحى، والكتاب المقدس.
2- تفسير الكتاب المقدس تفسير نقدى حديث، ورفض التفسير التقليدى الكنسى له.
3- تحويل الكنيسة إلى مؤسسة ديمقراطية، منفتحة على العالم، وتبنى الأفكار الحديثة.
4- إعطاء مساحة أكبر للعلمانيين، ودورهم داخل الكنيسة الكاثوليكية.
5- العمل مع الطوائف الأخرى وقبولها.
6- دراسة علوم الأديان الأخرى وقبول ما بها من أفكار (وهو ما قاد الكنيسة بعد ذلك لإقرار عقيدة خلاص غير المؤمنين، وتبرئة اليهود من دم المسيح فى المجمع الفاتيكانى الثانى).

ومن خلال هذه الافكار بدأ المنهج الجديد داخل كنيسة روما .



3- البابا بندكت الخامس عشر 1922 - 1939م :



وقد خلف البابا بندكت الخامس عشر البابا بيوس العاشر.. وقد كان من المحافظين، المناهضين للتيار الليبرالى، والحداثة، داخل الكنيسة الكاثوليكية. وقد قام بحظر أى بحوث تتعلق بنقد الكتاب المقدس، والتى تتعلق بمدرسة النقد الكتابى الأعلى، وكان صارمًا بخصوص الكهنوت، والزواج، وهو الذى أسس إذاعة الفاتيكان عام 1929م(
4- البابا يوحنا الثالث وعشرون 1958 - 1963م :

وبمجئ البابا يوحنا الثالث والعشرون بدأت تتبلور أهم أفكار وعقائد اللاهوت الليبرالى، أو الحداثة داخل كنيسة روما، وقد عمل البابا يوحنا على انفتاح كنيسة روما على العالم، وقد قام البابا يوحنا بإصدار عدد من الرسائل، حاول من خلالها تقريب الكنيسة الكاثوليكية من العالم الحديث، وتكيفيها مع متطلبات الزمن المعاصر، والعلم الحديث

كما شجع على التعاون مع الديانات والمذاهب والطوائف الأخرى(.. والبابا يوحنا هو من دعى إلى 

عقد المجمع الفاتيكانى الثانى عام 1959م، وهو أول من طرح فكرة تبرئة اليهود من دم السيد المسيح، ورغم أنها لاقت معارضة شديدة من أساقفة الشرق، ولكنها رغم ذلك قدمت فى المجمع الذى انعقد عام 1964م، بل وأقرها المجمع كعقيدة عند الكنيسة الكاثوليكية!



5- البابا بولس السادس 1963 - 1978م :




وهو الذي خلف البابا يوحنا الثالث والعشرين.. ورغم معارضة البابا بولس السادس فكرة خلاص غير المؤمنين، وتأكيده على أن الخلاص بدم السيد المسيح فقط، لكنه تراجع بعد ذلك عن هذا الرأى، ونادى بخلاص غير المؤمنين وذلك عام 1964م، بل وقام بإنشاء أمانة سر لغير المسيحيين، لكى تقيم حوارات مع أصحاب الديانات الأخرى.

وفى عام 1965م أقر المجمع الفاتيكانى الثانى عقيدة "خلاص غير المؤمنين" و"تبرئة اليهود، ونادى بالانفتاح على الأديان الأخرى.. خصوصًا أديان الشرق الأقصى البوذية، والهندوسية.

وفى عام 1974م عقد مجمع حول إعلان البشرى لأصحاب الديانات الأخرى، وهى بشرى الخلاص، واصفًا هذه الديانات أنها تحمل فى داخلها صدى آلاف السنين، فى التماس وجه الله، والتى زرع فيها عدد لا يحصى من بذور الكلمة!!



اما عن المجمع الفاتيكاني الثاني وقراراته التي ضربت صلب الايمان بالمسيح هذا ما سنناقشه المقال القادم بنعمة المسيح .



من كتاب اللاهوت الليبرالي واهم افكاره والرد عليه .

عصام نسيم

عن الكاتب

essam nesim

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي