السوشيال ميديا مفيدة ام لا ؟؟
توقعت لو كان قداسة البابا شنودة الثالث بعيش اليوم لكان ارسل له أحد هذا السؤال .
وتوقعت رد البابا شنوده على هذا السؤال قائلا :
السوشيال ميديا مثلها مثل أي شيء في العالم ممكن استخدامها في الخير وممكن استخدامها في الشر ممكن ننشر عليها ايات من الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة وممكن بدع وهرطقات ممكن نشر فضيلة وممكن رذيلة . المشكلة ليست في السوشيال ميديا لكن في من يستخدمونها وفي ماذا يستخدمونها .
وبالطبع المهم في أي وسيلة نستخدمها كيف نستخدمها. ومن وقت للاخر نسمع هجوم على السوشيال ميديا واتهام أن السوشيال ميديا تستخدم في هدم وتشويه الكنيسة وأيضا في الإساءة والتجريح في البعض فهي أصبحت وسيلة شريرة .
بالطبع جزءيا هذا الكلام صحيح وهذا يحدث فعلا ولكن كان أيضا يحدث من قبل في وسائل إعلامية أخرى قبل السوشيال مثل الجرائد والتلفزيون ...الخ ربما السوشيال سهلت الأمر وجعلته أكثر انتشار .
لكن بشكل عام دعونا نتكلم عن ما يخصنا وهو نشر تعاليم وافكار لأشخاص منحرفة .
فبالطبع نشر امور شخصية أمر مرفوض نشر إهانات شخصية أمر مرفوض نشر مشاكل او خطايا شخصية أمر مرفوض وضد مبادئنا المسيحية أيضا .
لكن بالنسبة لنشر تعاليم منحرفة لبعض الأشخاص ونشر وكشف ممارسات خاطئة تخص طقس كنيستنا أو تقليدها .
فهل هذا أمر أيضا مرفوض ويعتبر نوع من الإدانة أو الهدم ؟؟
قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نطرح سؤال اخر وهو :
لماذا اللجوء إلي السوشيال ميديا في نشر الأخطاء ومطالبة محاسبة كل مخطيء ؟؟!
اعتقد الإجابة تكمن في .
اولا - السوشيال أصبحت وسيلة سهلة الانتشار والنشر عليها .
ثانيا - أصبح لا يوجد اليوم آلية داخل الكنيسة تتابع وتحاسب أصحاب التعليم المنحرف واللذين انتشروا في كنيستنا انتشار - مقلق - وانتشرت تعاليمهم وأفكارهم المنحرفة دون رقيب أو فحص لهم إلا بعد كشفهم على السوشيال ميديا .
فاليوم أصبح لا يوجد جهة تحاسب أو تراجع المعلمين أو التعليم الكنسي لكن نجد مجهود فردي بشكل خاص من بعض الآباء لمواجهة هؤلاء المعلمين المنحرفين .
لذلك قبل أن يلوم البعض السوشيال ميديا يكون هناك بديل لمواجهة هذا التيار ..
أيضا نقطة من واقع نعيشه منذ عدة سنوات وهو تأثير الميديا وكيف كانت وسيلة قوية لكشف كثير من أصحاب التعليم المنحرف ووقف زحف كثير منهم داخل كنيستا ما هي الوسيلة التي ربما كانت الوحيدة التي قامت بهذا الدور ؟؟
السوشيال ميديا خاصة بعد إيقاف مؤتمرات العقيدة وإهمال تدريس اللاهوت المقارن ونشر العقيدة السليمة في مواجهة فكر منحرف ينتشر يوم بعد يوم .
بل إن الاكثر هو أن كثير من الردود التي قام بها كثير من الآباء على بدع وافكار منحرفة كانت نتيجة نشر هذه الأخطاء على السوشيال ميديا وكانت الردود اقتباسات من ردود قام بها البعض ونشرها على السوشيال ميديا .
فكيف نلوم بعد ذلك على السوشيال ميديا ؟؟
يوم بعد يوم يتأكد لنا أنها وسيلة قوية وهامة ومؤثرة لمن لا يملك وسيلة .
بل اني اتذكر أن أحد الكهنة في محاضرة له في مركز تعليمي راح يهاجم السوشيال ميديا وقال كيف ننشر تعاليم لاهوتية على فيسبوك بوك وسخر من لاهوتي الفيسبوك ثم هو نفسه وجدته ينشر هذه المحاضرة على كثير من صفحات وجروبات الفيسبوك ولولا السوشيال ميديا التي هاجمها ما كان أحد عرف بمحاصرته سوى العشرات اللذين حضروا له .!!!!
لذلك فكرة الهجوم المستمر على السوشيال ميديا فكرة غير واقعية وغير موضوعية ربما نهاجم الاستخدام السيء لها وتوضح أن هناك استخدام إيجابي لها كاي شيء .
أيضا نطالب من ينشر عليها أن ينشر ما هو موضوعي وصادق وبأسلوب بعيد عن الإساءة أو الإهانة التي هي ضد مبادئنا المسيحية.
حتى النقد الذي ينشر أو الأخطاء التي تنشر للبعص من أصحاب الفكر المنحرف هي عمل إيجابي بل وبناء لأن في كشف الأخطاء وإظهار المخطيء نمنع هذه الأخطاء من الانتشار وان يتأثر بها كثيرون ويكون حفاظ على تعليم الكنيسة نقي دون أي انحرافات .
كل شيء أن قدم بشكل سليم يكون هدفه سليم وإيجابي مادام الهدف هو الكنيسة وحفظ إيمانها .
اخيرا اصبحنا في زمن لا يمكن تجاهل دور السوشيال ميديا وفكرة الهجوم عليها أو المطالبة بمنع نشر امور عليها بحجة العثرة أو التشويه أصبحت فكرة غير موضوعية ( اتكلم عن أخطاء التعليم وليس أمور شخصية ) لكن نوجه على الاستخدام الجيد والنافع والمفيد لها .
فالمهم هو كيفية الاستخدام والهدف من الاستخدام .
الرب يعطينا جميعا حكمة وإفراز وفحص لكل ما نقراه ونكتبه ونتعلم ونعلم به .
#السوشيال_ميديا
#مقال_الجمعة
__________
#عصام_نسيم
