مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

تعليق على تعليم احد الاباء الكهنة من ان الله كان سيتجسد حتى لو لم يخطيء ادم

 تعليق على تعليم احد الإباء الكهنة الذي يقول ان الله كان سيتجسد حتى لو لم يخطيء ادم

 




 

 .

كتب أحد الآباء الكلام المرفق حيث قال إن الله كان سيتجسد حتى لو لم يخطئ ادم وراح يقتبس بعض الاقتباسات التي لا علاقة لها بما قال وحيث أن ما كتبه لم يعلم به الكتاب المقدس أو اباء الكنيسة ولك يكن تعليم في الكنيسة على مدارس تاريخها لكنه تعليم حديث ينادي به بعض المحدثين الذين أخذوه من التعليم البيزنطي الذي علم بعض اللاهوتيين في كنائسهم منذ عدة قرون ولا يوجد احد من اباء كنيستنا قال بمثل هذا الكلام .

وممكن الرجوع لهذا المقال حيث ناقشنا فيه اصل هذا الفكر .

https://bit.ly/3TiYatI

أما عن ما كتبه الأب الكاهن فهو للاسف كلام كان يفتقد الي الموضوعية وأيضا الي أسانيد قوية تدعم ما يقوله حيث ادعى أن هذا التعليم هو تعليم الآباء وبقراءة ما كتبه الأب الكاهن نلاحظ الآتي :

اولا - لم يكتب الأب الكاهن اي أية من الكتاب المقدس تقول بما قاله أن الله كان سيتجسد حتى لو لم يخطئ ادم وعلى العكس وكما سنوضح أن الكتاب المقدس يعلن لنا بكل وضوح أن سبب التجسد هو سقوط الإنسان وهدفه هو خلاص الإنسان وليس أي أمر اخر .

ثانيا - كتب الأب الكاهن اقتباسات ضعيفة لا تدعم فكره بافتبس ايات تتكلم عن الخلاص بشكل عام وراح يفسر الآيات حسب فكره الذي لا يوجد إلا في ذهنه وليس ايات الكتاب المقدس.

أيضا نفس الأمر بالنسبة الاقتباسات بكتب اقتبسين من القديس كيرلس وكلام لا يثبت ابدا فكرته أن الله كان سيتجسد لو لم يخطئ ادم واكبر دليل على ضعف الاقتباسات أنه لم يكتب اقتباس واحد أو عبارة قالها القديس اثناسيوس الرسولي عن هذا الفكر. رغم انه كتب يقول إن القديس اثناسيوس قال إن الفداء ارتقاء بالإنسان لم يذكر لنا أي عبارة للقديس اثناسيوس تدعم ما يقول .

ثالثا - كل شيء كان في ذهن الله منذ الأزل فخلقة الله والسقوط والخلاص فكل شيء معروف مكشوف من الله وليس التجسد فقط كما يقول الأب الكاهن .

لذلك كلمة لو غير مقبولة في التعليم اللاهوتي أو في خطة الله فبما أن كل شيء معروف وفي ذهن الله منذ الأزل فكان يعرف سقوط وخلاص الإنسان بالتجسد وبالتالي عبارة كان الله سيتجسد حتى لو لم يخطيء ادم عبارة خطأ لاهوتيا لانه افتراض غير معقول وغير ممكن لأن كما ذكرنا كل شيء في ذهن الله .

رابعا - هذا التعليم لا يوجد في كنيستا بشكل عام سواء الكتاب المقدس أو تعليم الآباء أو الليتورجيا أو قوانين الكنيسة والتي تؤكد دائما أن

سبب وعلة التجسد هو سقوط الإنسان

وان هدف التجسد هو فداء الإنسان .

وان الدافع للتجسد محبة الله لنا .

وأما عن بركات التجسد أو نتائج المسجد فما أكثرها من بركات نالها الإنسان المؤمن بسبب تجسد الكلمة وعمل الفداء من أجل خلاصنا فاهم واول بركات التجسد هي أن الإنسان خلص من حكم الموت والخطية. نال الحياة الأبدية .

نعود الرد على ما ذكره الأب الكاهن من خلال تعليم كنيستنا من مصادر التعليم فيها والذي يوضح لنا بقوة وووضح عقيدة وإيمان كنيستنا المدعم بتعليم الكنيسة وليس ندر من اقتباسات ضعيفة يفسرها حسب فكره .

للاسف حسب ما ذكره الأب الكاهن أن الله خلق الانسان ناقص وكان يحتاج الي التجسد ليرتقي بطبيعته وكان لا يوجد اتحاد للإنسان مع الله لذلك جاء التجسد ...الخ من أفكار كتبها في البوست المرفق .. فهل علمت الكنيسة بذلك ؟ وهل قال به احد من الاباء ؟

هل هو تعليم كنسي وهل تعليم يقول ان هدف التجسد ليس خلاص الانسان ولكن الاتحاد ؟

وهل قبل السقوط كان هناك اتحاد مع الانسان ام لا وهل فقد الانسان بالسقوط هذا الاتحاد لذلك جاء المسيح ليخلص الانسان من خطايا ويرده الي رتبته الاولى كما نؤمن ؟

سنوضح سريعا على هذه الافكار وكما تعودنا من خلال تعليم الكنيسة ومصادر التعليم المختلفة وليس مجرد قول او حتى رأي كما قيل دون اي دعم او دليل على هذا الفكر !!!

اولا - خلقة الانسان

------------------------

خلق الله الانسان وكان في اتحاد وشركة مع الله وفي ذلك يقول القديس اثناسيوس الرسولي :

( لذلك خلق كل الاشياء من العدم بكلمته يسوع المسيح ربنا وبنوع خاص تحنن على جنس البشر ولانه رأى عدم قدرة الانسان ان يبقى دائما على الحالة التي خلق فيها اعطاه نعمة اضافية لم يكتف بخلق البشر مثل باقي الكائنات غير العاقلة على الارض بل خلقهم على صورته - واعطاهم شركة في قوة كلمته – حتى يستطيعوا بطريقة ما ولهم بعض من ظل الكلمة وقد صاروا عقلاء ان يبقوا في سعادة ويحيوا الحياة الحقيقية حياة القديسين في الفردوس .

ثم يكمل القديس في عبارات واضحة ويقول :

( واعطاهم وصية حتى اذا حفظوا النعمة واستمروا صالحين عاشوا في الفردوس بغير حزن ولا الم ولا هم بالاضافة الي الوعد بالخلود في السماء اما اذا تعدوا الوصية و ارتدوا وصاروا اشرار فليعلموا انهم سيجلبون الموت على انفسهم حسب طبيعتهم ولن يحيوا بعد في الفردوس بل يموتون خارجا عنه ويبقون الي الابد في الفسدا والموت تجسد الكلمة 3- 3+4 )

+ و نلاحظ هنا أن القديس اثناسيوس يوضح لنا عدة امور وهي :

ان الانسان خلق في شركة مع الله

كان الانسان يعيش في سعادة حقيقية في الفردوس

لو كان حفظ الانسان النعمة لكان عاش في الفردوس بغير حزن ولا الم ثم في السماء حياة الخلود .

اذن ما معنى ان الله كان سيتجسد حتى لو لم يسقط فمن اين هذا التعليم ؟ وايضا لماذا التجسد وكان الانسان يعيش حياة الشركة والاتحاد بشكل حقيقي في الفردوس ؟!

ايضا نصلي في القداس الالهي قائلين:

الذي من اجل الصلاح وحده مما لم يكن كونت الانسان وجعلته في فردوس النعيم وعندم سقط بغواية العدو ومخالفة وصيتك واردت ان تجدده وترده الي رتبته الاولى لا ملائكه ولا رئيس اباء ولا نبيا ائتمنتهم على خلاصنا بل انت بغير استحالة تجسدت وتأنست وشابتهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها ...الخ

+ وهنا نلاحظ ان القديس غريغوريس يقول ترد الانسان الي رتبته الاولى اي حالة ادم قبل السقوط والتي فقدها بالسقوط وجاء المسيح متجسدا لكي يخلصنا من الخطايا وحكم الموت ويجدد طبيعتنا ويعيدنا مرة اخرى للرتبة الاولى .

ثانيا ارتباط التجسد بالسقوط !

--------------------------------------

الحقيقية اتعجب عندما يقول احد او يعلم ان السقوط ليس سببه التجسد او ان التجسد كان سيتم حتى لو لم يخطيء ادم فمن اين اتوا بهذا التعليم ؟

هل هناك اية في الكتاب المقدس تقول ذلك ؟ هل هناك اي تعليم كنسي او ابائي يقول ذلك ؟ بالطبع لا فالكتاب وتعاليم الكنيسة تؤكد لنا ان سبب التجسد هو السقوط وهدف التجسد هو خلاص الانسان وبركات ونتائج التجسد هي الاتحاد بالله فكما اوضحنا ان الله خلق ادم في شركة مع الله فقدها بالسقوط فجاء المسيح متجسدا ليرفع عنه حكم الموت ويعيده الي الحالة الاولى .

في الكتاب المقدس نجد ان اول نبؤة جاءت عن تجسد الكلمة او خلاص السيد المسيح على الصليب وسحقه الحية جاءت بعد السقوط مباشرة فيقول الرب الاله :

"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»." (تك 3: 15)

والتي فهمتها وفسرتها الكنيسة ان نسل المرأة هو السيد المسيح سيسحق راس الحية وهو الشيطان على خشبة الصليب .

ويعلمنا القديس اثناسيوس ويقول :

( خلق الله الانسان وكان قصده ان يبقى في غير فساد اما البشر فاذا احتقروا التفكير في الله ورفضوه وفكروا في الشر وابتدعوا لانفسهم ... فقد حكم عليهم بحكم الموت الذي سبق انذراهم به ومن ذلك الحين لم يبقوا بعد كما خُلقوا بل ان افكارهم قادتهم الي الفساد وملك الموت عليهم لان تعدي الوصية اعادهم الي حالتهم الطبيعية . تجسد الكلمة 4- 4

~ اذن بسقوط الانسان استحق حكم الموت وفقد حالة الخلود التي خلقها الله فيه وهي ان يبقى في غير فساد كما يقول القديس اثناسيوس .

+ وفي عبارة واضحة وقاطعة ايضا يقول القديس اثناسيوس :

( فالانسان بطبيعته فان لانه خلق من العدم الا انه بسب خلقته على صورة الله الكائن كان ممكنا ان يقاوم قوة الفناء الطبيعي ويبقى في عدم فناء لو انه ابقى الله في معرفته . تجسد الكلمة )

اذن حسب كلام القديس اثناسيوس كان ممكنا للانسان ان يقاوم قوة الفناء لو انه ابقى الله في معرفته ولم يسقط فكيف نقول ان الله كان سيتجسد حتى لو لم يخطيء الانسان ؟؟ فمادام الانسان كان سيحيا في عدم فساد مقاوماً الفناء !

ولكن عندما سقط الانسان بالخطية حكم عليه بالموت وكما يشرح القديس اثناسيوس في شرح العبارة التي قالها الله للانسان في سفر التكوين : فلا تأكل منها لانك يوم تأكل منها موتا تموت وموتا تموت لا تعني بالقطع مجرد الموت فقط بل البقاء في فساد الموت الابدي الي الابد تجسد الكلمة 3-5

فالله خلق الانسان على غير فساد كما نصلي في القداس الالهي :

{ يا الله العظيم الابدي الذي خلق الانسان على غير فساد والموت الذي دخل الي العالم بحسد ابليس هدمته بالظهور المحيي الذي لابنك الوحيد الجنس ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح .}

اذن ما معنى ان المسيح كان سيتجسد حتى لو لم يسقط الانسان ؟!!!

ايضا

اما عن حتمية التجسد فيقول دكتور جوزيف موريس نفسه في كتابه – سر الفداء يقول :

اولا- الانسان بعد خلقة الله على صورته تعدى الوصية بمشورة الشيطان فساد عليه الموت سيادة شرعية نتيجة الخطية وفسدت طبيعة الانسان وصارت الي الموت ( تجسد الكلمة فصول 4 و 5 و 6 )

ثانيا- لم يكن ممكنا ان الله الصالح الحكيم المحب يترك الانسان الملخوق على صورته ليهلك ويظل تحت سلطان الفساد والموت ( تجسد الكلمة فصل 6 )

ثالثا- ولكن في نفس الوقت لابد من ان يتم حكم الموت على الانسان فهذا عدل وحق على الانسان فما العلاج هل يطلب الله من البشر التوبة على تعدياتهم لعل هذا يكفي ؟؟ ( تجسد الكلمة فصل 7)

رابعا - التوبة لا تستطيع ان توفي مطلب الله العادل ( اجرة الخطية الموت ) التوبعة تعجز عن تغيير طبيعة الانسان فصل 7

خامسا- لهذا كان امام كلمة الله مرة اخرى ان يأتي بالفاسد الي عدم فساد وفي نفس الوقت ان يوفي مطلب العدالة الذي نحن جميعا مدينيون به وهو الموت فصل 7

سادسا- لذلك اخذ جسدا من اجسادنا مماثلا لطبيعتنا ( من العذراء ) وبذل جسده للموت عوضا عن الجميع ها فعله شفقة منه بنا ولكي يبطل الناموس الذي يقضي بهلاك البشر اذ بموته مات الجميع فيه لان قوة الموت قد استنفذت في جسد الرب ولم يعد الموت يجد له اساس يمسك به ضد البشر نظراء الرب الذين ناب عنهم ولكي يعيد البشر الي عدم الفساد بعد ان انحدروا الي الفساد . فصل 8

[ كتاب سر الفداء ص 18و 19 ]

ومن خلال هذا الكلام الذي كتبه دكتور جوزيف نفسه يؤكد ارتباط التجسد بسقوط الانسان وخلاصه بل وضع هذا الكلام تحت بند حتمية التجسد |!

نعود مرة اخرى الي تعليم القديس اثناسيوس الرسولي والتي تؤكد لنا ارتباط التجسد بخلاص الانسان وسقوطه فيقول في كتابه تجسد الكلمة الفصل الثامن الاتي :

اذ راى كلمة الله كل هه الشرور - لهذا نزل الي الارض – اخذا جسدا من طبيعنا من عذرءا طاهرة عفيقفة اذ حل في احشائها وذلك لكي يعلن نفسه فيه ويقهر الموت ويعيد الحياة .

1- لاجل ذلك نزل الي عالمنا كلمة الله الذي بلا جسد عديم الفناء وغير المادي ...اتى الينا في تنازله ليُظهر محبته لنا ويفتدقنا .

2- واذ رأى الجنس البشري العاقل يهلك وان الموت يملك عليهم بالفناء واذ رأى ايضا ان عقوبة التعدي ( الموت ) قد خلدت الفناء فينا وانه من غير اللائق ان يبطل الناموس قبل ان ينفذ واذ رأى ايضا عدم اللياقة فيما هو حادث بالفعل وان الخليقة التي خلقها هو بنفسه صارت الي طريقها الي الفناء واذ رآى في نفس الوقت شر البشر المفرط وانهم يتزايدون فيه ... واذ رأى ان كل البشر تحت سلطان الموت فانه رحم جنسنا واشفق على ضعفنا وترأف على فسادنا واذ لم يحتمل ان يرى الموت وقد صارت له السيادة علينا لئلا تفنى الخليقة ويتلاشى عمل الله – ففقد اخذ لنفسه جسدا لا يختلف عن جسدنا

4-وهكذا اذ اتخذ جسدا مماثلا لطبيعة اجسادنا واذ كان الجميع خاضعين للموت والفساد فقد بذل جسده للموت عوضا عن الجميع وقدمه للاب كل هذا فعله من اجل محبته للبشر

اولا لكي اذ كان الجميع قد ماتوا فيه فانه يبطل عن البشر ناموس الموت والفناء ذلك لان سلطان الموت قد استنفذ في جسد الرب فلا يعود له سلطان على اجساد البشر ( المماثلة لجسد الرب )

ثانيا وايضا فان البشر الذين رجعوا الي الفساد بالمعصية يعيدهم الي عدم الفساد ويحييهم من الموت بالجسد الذي جعله جسده الخاص وبنعمة القيامة يبيد الموت منهم كما تبيد النار القش . [ تجسد الكلمة فصل 9: 1-2-4 ]

ومن كلام القديس اثناسيوس نفهم ان هدف الخلاص هو فداء الصليب وخلاص الانسان من حكم الموت والخطايا الذي ادخلت الفساد والفناء الي طبيعة الانسان .

ثم في الفصل التاسع يوضح ايضا القديس اثناسيوس غرض الرب من التجسد فيقول :

واذ لم يكن ممكنا ان يوقف الفساد الا بالموت اخذ الكلمة جسدا قابلا للموت واذ اتحد الكلمة بالجسد اصبح نائبا عن الكل وباشتراك الجسد في عدم اموت الكلمة اوقف فساد الجنس البشري ولكونه فوق الجميع فقد جعل جسده ذبيحة لاجل الجميع ولكونه واحدا معنا البسنا عدم الموت . تجسد الكلمة فصل 9

ثم يوضح القديس اثناسيوس ان فساد البشرية كان لا يمكن الا بالموت نيابة عن الجميع لذلك اخذ الكلمة جسدا قابلا للموت ليموت نيابة عن الجميع فيقول :

فلقد ادرك الكلمة جيدا انه لم يكن ممكنا ان يقضى على فساد البشرية باي طريقة اخرى سوى الموت نيابة عن الجميع ومن غير الممكن ان يموت الكلمة لانه غير مائت بسبب انه هو ابن الاب غير المائت – ولهذا اتخذ لنفسه جسدا قابلا للموت – حتى انه عندما يتحد هذا الجسد بالكلمة الذي هو فوق الجميع يصبح جديرا ليس فقط ان يموت نيابة عن الجميع بل ويبقى في عدم فساد بسبب اتحاد الكلمة به ومن ذلك الحين فصاعدا يمنع الفساد من ان يسرى في جميع البشر بنعمة القيامة من الاموت . لذلك قدم للموت ذلك الجسد الذي اتخذه لنفسه كتقدمة مقدسة وذبيحة خالية من كل عيب , وببذله لهذا الجسد كتقدمة مناسبة فانه رفع الموت فورا عن جميع نظرائه البشر . [ تجسد الكلمة فصل 9- 1 ]

ايضا يقول القديس اثناسيوس :

( ولما كان من الواجب وفاء الدين المستحق على الجميع اذ كما بينا سابقا كان الجميع مستحقين الموت - فلاجل هذا الغرض جاء المسيح بيننا - وبعدما قدم براهينا كثيرة على الوهيته بواسطة اعماله في الجسد فانه قدم ذبيحته عن الجميع فاسلم هيكله للموت عوضا عن الجميع

أولا - لكي يبررهم ويحررهم من المعصية الاولى

ثانيا - لكي يثبت انه اقوى من الموت مظهرا جسده الخاص انه عديم الفساد وانه باكورة لقيامة الجميع )

[ تجسد الكلمة 20-2 ]

نكتفي بهذا القدر من كتاب تجسد الكلمة للقديس اثناسيوس وهو مليء بالعبارات الواضحة والتعليم الصريح والذي يؤكد لنا ان سبب تجسد الكلمة هو خلاص الانسان خلاصه من حكم الموت بموته على الصليب نيابة عن البشر الموت الذي ادخل الفساد والفناء الي الطبيعة البشرية وهو تعليم واضح وصريح ويختلف عن التعليم الحديث الذي يقول ان سبب التجسد ليس خلاص الانسان وان الهدف هو الاتحاد بالله وان التجسد كان سيتم حتى لو لم يسقط ادم فكما وضحنا ان التجسد اعاد الانسان الي حالته الاولى فعندما خلق الله الانسان خلقه في حياة شركه واتحاد مع الله وبالسقوط فقد هذه الحالة لذلك جاء المسيح متجسد ليرفع حكم الموت ويموت نيابة عن البشر ويجدد الطبيعة البشرية التي فسدت بالخطية ويعيد الانسان الي رتبته الاولى .

ايضا كما قلنا ان اول وعد بتجسد المسيح جاء بعد السقوط مباشرة حيث قال الرب الاله لحواء بعد ان عاقبها قائلا :

"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»." (تك 3: 15)

فلولا السقوط ما كان التجسد ولو الخطية ما كان الله اخذ جسدا ولولا حكم الموت ما تجسد اقنوم الكلمة ليموت عوضا عن الجميع ويرفع عن الانسان حكم الموت !

وفي ذلك يقول الملاك للسيدة العذراء

: للسيدة العذراء عندما بشرها بالحبل الإلهي قائلا :

لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم». مت 22:1

اي كما قال الملاك تلد ابنا ويدعى اسمه يسوع لماذا ؟

ليخلص شعبه من خطاياهم .

فالمسيح هو الملخص ومن اجل خلاص الانسان جاء وتجسد ومات على خشبة الصليب .

لذلك عند ميلاده قال الملاك للرعاة : فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: 11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. لو 10:2

ايضا يوضح الرسول بولس هذا الفكر قائلا:

إذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب 2: 14، 15)

. "لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (عب 2: 9).

فمن نصدق اصحاب التعليم الجديد ام كتابنا المقدس ؟

ايضا

نأتي لقانون الايمان الذي نصليه في كل وقت حيث نقول :

هذا الذي من أجلنا نحن البشر، و من أجل خلاصنا، نزل من السماء و تجسد من الروح القدس و من مريم العذراء. تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم و قبر و قام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب،

اي ان المسيح تجسد فقط من اجل خلاصنا والذي كان من خلال صلبه وموته عنا على خشبة الصليب

ايضا نصلي في القداس الالهي الباسيلي ونقول :

تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص. وأنعم علينا بالميلاد الذى من فوق بواسطة الماء والروح. وجعلنا له شعباً مجتمعا، وصيرنا أطهارا بروحك القدوس. هذا الذي أحب خاصته الذين في العالم، وسلم ذاته فداءً عنا، إلي الموت الذي تملك علينا، هذا الذى كنا ممسكين به، مبيعين من قبل خطايانا.

وهكذا يتضح لنا ان هدف التجسد هو خلاص .

هذه ادلة كثيرة واضحة من تعاليم كنيستنا في الكتاب المقدس والليتورجيا وتعاليم اباءنا مليئه بالشرح والتوضيح لمفهوم التجسد السليم وهو خلاص البشر وليس كما يعلم البعض تعاليم مخالف لما تسلمناه .

 

عصام نسيم 

 

مقال الاب الكاهن







 



عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي