وثيقة هامة للتاريخ!
بيان البابا كيرلس السادس ضد بيت التكريس بحلوان الذي يرأسه القمص متى المسكين
ضمن مقال مطول.. نشر أحد الباحثين مؤخرا صورة من بيان البابا كيرلس السادس للرد على النشرات التحريضية التي نشرها بيت التكريس بحلوان والذي يرأسه القمص متى المسكين .. وذلك بعد عامين من قيام البابا كيرلس بتنفيذ قرارات المجمع لضبط الرهبنة والتي استوجبت شلح وتجريد الأب متى المسكين من الرهبنة والكهنوت
فصدرت منشورات من بيت التكريس بحلوان تحت رعاية الأب متى المسكين ومن إعداد تلاميذه، تتهم مجلس الكنائس العالمي الذي تتعامل معه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كعضو (وممثلة فيه عن طريق الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة) بأنه يعمل لحساب الصهونية ضد الدول النامية، وهو اتهام من أخطر ما يكون ويعرض الكنيسة كلها والأقباط للتنكيل في ظل حكم جمال عبد الناصر!
النشرات أحدثت الكثير من البلبلة واستوجت قيام البابا كيرلس بتشكيل لجنة للرد على هذه الاتهامات وارسال التقرير لوزارة الداخلية، وقد قام أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي بارسال رسائل تضامن مع البابا كيرلس ضد "منشروات الفتنة".
هكذا كان يصفي القمص متى حساباته مع الآباء البطاركة على حساب الكنيسة والأقباط بالكامل.. وهو نفس النهج الذي سار عليه لتصفية حساباته مع البابا شنودة في عهد السادات.
جاء نص بيان قداسة البابا كيرلس كالتالي:
ظهرت ثلاث نشرات عن "مجلس الكنائس العالمي" وصفت أولها بأنها من منشورات بيت التكريس بحلوان. وكتب على الاخيرتين بأنه قام بإعدادهما "نخبة من الباحثين الجامعيين".
وقد صدرت النشرة الأولى في أغسطس 1962. فبادر قداسة البابا كيرلس السادس بتأليف لجنة من رجال الإكليروس وبعض رجال القانون لفحصها وتقديم تقرير عنها. كما أمر بإرسال نسخة من تلك النشرة إلى مجلس الكنائس العالمي أثناء اجتماعه في باريس ليبدي رأيه فيها. فجاءنا رد مبدئي مؤرخ 11 أغسطس 1962 دحض فيه بشدة كل ما نسب إليه قائلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تماما وطلب ابلاغ ذلك إلى حكومة الجمهورية العربية المتحدة، كما وعد بإرسال رد مفصل. وتحقيقا لهذه الرغبة قامت البطريركية بإرسال صورة من هذا الرد مع ترجمة عربية له إلى وزارة الداخلية.
ولم تكد الجماعة سالفة الذكر تطلع على الرد المبدئي لمجلس الكنائس حتى اصدرت نبذة ثانية تتمة للنشرة الأولى.
وقد قامت اللجنة بمهمتها وحققت ما جاء في النشرتين في ضوء الأسانيد والوثائق التي نقلتها من مجلس الكنائس العالمي، ثم قدمت تقريرها بنتيجة بحثها. وأصدرت القرار التالي في جلستها المنعقدة في شهر سبتمبر الماضي:
تبين للجنة أن موقف مصدري تلك النشرات ينطوي على إتجاه بالغ الخطورة، ويسئ إلى مصلحة الكنيسة وابنائها كمواطنين مخلصين، كما تبين لها سوء القصد وتعمد تشويه الحقائق، وعلى هذا فإن اللجنة ترى أن هذا النوع من الكتابة، فيه خروج على الكنيسة ..
ورفعت اللجنة تقريرها التفصيلي ويقع في 22 صفحة من القطع الكبير (فولسكاب) لإلى قداسة البابا وإلى الجهات المختصة، ولم تشأ البطريركية في مبدأ الأمر أن تنشر هذا التقرير حرصا منها على أن تعطي لمصدري هذه النشرات فرصة لمراجعة أنفسهم وحتى تموت الفتنة في مهدها لاسيما وأن اللجنة قد رجت قداسة البابا في نهاية تقريرها أن يتلطف بيهم قائلة:
"رغم زيف ما جاء في هذه النشرات من ادعاءات، وتعمد نشرها خارج دائرة الكنيسة، ووضوح غايتهم في الاستعداء بالباطل فإن اللجنة إذ ترفع تقريرها إلى قداسة البابا لا يسعها سوى التطلع إليه ملتمسة أن لا يتخلى عن شعاره – الاحسان إلى المسيئين مهما كانت اساءتهم – فإن لقيت هذه المعاملة الكريمة استجابة منهم ماتت الفتنة، وحل سلامه عليهم. وإن استمر المسيئون في غوايتهم فلتبرأ منهم الكنيسة وليبرأ منهم الشعب، حتى لا يؤخذ بوزرهم.
ونرى بعد استئذان قداستكم أن تخاطب ضمير اولئك الذين لعبوا هذه اللعبة الخطرة، وتناشدهم أن يعملوا للبناء لا للهدم، فالهدم انهيار ودمار، والبناء تشيدد وإعمار".
واستجابة لهذه الكلمات الطيبة الهادئة، وتقديرا للروح المسيحية التي أوحت بها، جاءت المبادرة من جانب ممثلي الكنيسة، فأجتمعوا بمصدري النشرتين، وحاولوا أن يبينوا لهم أنه لا يليق التجني على هيئة عالمية كبرى لها مواقف حميدة، وليس في سجل قراراتها إلا كل ما فيه الخير للكنائس وللبشرية عامة، واتفق الجميع على تعيين مواعيد اجتماعات تالية لاتمام البحث الموضوعي في ضوء دستور مجلس الكنائس العالمي ووثائقه الرسمية. ولكنهم لم يفوا بوعدهم للتفاهم المثمر مما دل على أن غرضهم ليس الوصول إلى الحقيقة، بل مجرد المشاغبة.
وقد تجلى ذلك بوضوح أكثر في اصدارهم بعد ذلك نشرة ثالثة تكرر ما جاء في النشرتين السابقتين صيغت بأسلوب مثير ينبض بالحقد، فلم يبق بعد ذلك شك في أنهم لا يضمرون سوى الشر وسيلة لتحقيق مآربهم على حساب الكنيسة.
ولما كانت الكنيسة تشجب مثل هذا الوسائل الهدامة التي تتنافي مع أبسط مبادئ المسيحية، كما انها لا تسمح لأي هيئة أو فرد بأن يشكك في وطنيتها التي لم تزعزعها أية قوة طوال تاريخها المجيد الناصع. ولا في عقيدتها التي حمتها على مر الأجيال.
ونظرا لما بدا من أفراد الجماعة المشار إليها من إصرار على محاولة إثارة الفتنة والظنون، وبذر بذور الانقسام والخصام، والامعان في الافتراءات والادعاءات نحذركم بكلمات معلمنا بولس الرسول "ان لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ".
واعلموا اخيرا أن الكنيسة تبرأ من هذه الكتابات ومن كل من يروج لها، وليعلم الجميع أن الكنيسة حريصة على اداء واجبها نحو الله والوطن والدولة يقظة ساهرة حريصة على اداء واجباتها نحو المواطنين جميعا.."
الوثيقة ضمن وثائق كثيرة نادرة نشرها الباحث اندرو نادر، والتي تكشف حقائق كثيرة عن القمص متى المسكين وطرقه في تصفية حساباته مع البابا كيرلس والبابا شنودة.. لقراءة المقال كاملا:
المقال والصورة منقول من صفحة عضمة زرقاء