مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الموضوعية التي نفتقدها احيانا.

الموضوعية التي نفتقدها احيانا .




الموضوعية كلا منها يفتقدها بدرجة او باخرة خصوصا في تقيمنا للأمور والحكم احيانا على الأشخاص ومواقفنا وردود أفعالنا تجاه كثيرين !
الموضوعية هي أنني اختلف مع الفكرة وليس مع الشخص وبالتالي تجعلني أقيم الامور بشكل منطقي وليس بشكل عاطفي بعيد عن الحب والكره
فمثلا  أقبل أمر خاطئ من شخص وأوافق عليه فقط لأنني أحبه وأيضا أرفض شيء صواب ومفيد من شخص لأنني لا اقبله او احمل مشاعر سلبية تجاهه فهذا ليس حق وليس أمر موضوعي !
الموضوعية والعاطفة نفتقد الأولى ونمارس الثانية وهذا يجعلنا نقع في اخطاء كثيرة ويكون حكمنا على الأمور ليس جيد .
فمثلا شخص أخطأ في العقيدة والإيمان واتخذت الكنيسة موقف ضده ثم جاء يبكي ويطلب الصفح هل تقبله الكنيسة ام يجب أن تتأكد من رجوعه عن أفكاره المنحرفة ؟!
وقد حدث ذلك مع اريوس المبتدع عندما جاء الي البابا ارشيلاوس باكيا فقبله ولم يطيع أبوه الروحي البابا بطرس خاتم الشهداء وخدع في دموع اريوس وكانت النتيجة هي استمراره على الكرسي ستة أشهر فقط وهي أقل فترة مكث فيها بطريرك على كرسيه .
أيضا موقف حدث مع البابا شنودة الثالث عندما كان في زيارة الي إنجلترا وجاء إليه جورج بباوي طالبا الصفح ووقف وقال انا جورج بباوي أعتذر للبابا شنودة الثالث وعند خروج البابا جاء ليسجد أمامه طالبا الصفح فقال له قداسة البابا أحلك من كل الأخطاء في شخصي وضدي ولكن الأخطاء العقائدية لا ! لان الإعتذار لا يكفي ولكن الرجوع عن الفكر المنحرف !
الأمر ليس حب او كره وليس عاطفة ولكن هناك أمور يكون الحق هو الفيصل فيها وليس شي آخر .
لذلك يجب أن يكون حكمنا على الأمور ليس ناتج من عواطف او مشاعر خصوصا في قضايا خطيرة مثل العقيدة والإيمان ويكون الفيصل هنا هو الحق والحقيقية

 
فالمحبة هي أمر من المفترض انها موجودة للجميع والكل المسيحي وغير المسيحي المؤمن والملحد وعابد الوثن.
نحب الكل ونتعامل بمحبة مع الكل ولكن على مستوى الفكر او الإيمان او اي قضية هامة لا يكون الحكم بالمشاعر او العاطفة ولكن بالموضوعية .
وأخيرا اختلف فكريا مع اي شخص ولكن دون أن تفقد محبتك له او تتخذ موقف شخصي منه نتيجة اختلافك فكريا معه .
وأيضا أتفق عاطفيا او حب اي شخص ولكن لا تجعل هذه المحبة تجعلك تقبل اخطاء فكرية  او ايمانية او مواقف غير مقبولة منه .
الإختلاف في الفكر لا يفسد للود قضية

 
وأيضا الاتفاق في الحب لا يجعلنا نقبل اخطاء فكرية  .
والخلاصة
كن موضوعيا .
-------------

عصام نسيم 

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي