زمن البزرميط .!!
كلمة بزرميط هي كلمة عامية مصرية وأصلها هي الكلمة الفرنسية pizzar وقد اخذها المصريين من الفرنسيين عند دخول الحملة الفرنسية مصر على يد نابليون بونابرت عام ١٧٩٨ م .
وكلمة pizzar تعني الشيء غير المتناسق أو غير المنطقي أو غير المبرر .
وكالعادة اخذها المصريين بعد أن أضافوا عليها اللمسة المصرية حتى أصبحت بزرميط بنفس المعنى للكلمة الأصلية .
البزرميط .
كلمة تقال على الشيء غير المنطقي أو الأمور غير المتناسقة أو غير المعقولة .
وأيضا تعني الشيء الفوضوي والغير منظم .
نصف بها أحوال غريبة أو تراكيب لا تصلح مع بعضها البعض وهي كلمة معبرة جدا .!!
والحقيقة لم اجد كلمة تعبر عن واقع نعيشه اليوم مثل هذه الكلمة تعبر عن زمن رديء أراد الله أن نعيشه واحداث غير منطقية عاصرناها وأمور غير متناسقة أو غير مبررة اشياء فوضوية نعيشها يوم بعد يوم .
أنه زمن البزرميط .
زمن تجد فيه أمور تحدث لا ينبغي أن تحدث .!
ترى فيه احداث لا تعقل ولا يقبلها منطق !!.
ترى الحق تحول باطل والباطل حق . والخراب أصبح اصلاح والتوهه أصبحت استنارة وضياع الهوية أصبح انفتاح والتفريط أصبح اصلاح.!!
تجد فيه الحفاظ على الوديعة تحجر والدفاع عن الإيمان تطرف ورفض التغيير انغلاق قلب .!!
تجد فيه دعوة لهدم الثوابت والتغيير بحجة قبول الآخر .
تجد فيه الحديث عن الإيمان أصبح أمر محرج والدفاع عن العقيدة أصبح أمر نادر .
تجد فيه تغيير المبادئ تجد فيه الصمت غير المبرر تجد فيه النجوم تتساقط والأمثلة العليا تنهار .
أنه زمن البزرميط .
زمن غير المعقول وغير المقبول .!
تجد قليلون صامدين وكثيرون صامتين وغالبية غير مدركون .
أنه زمن الأمور غير المتناسقة.
تجد فيه القبح أصبح جمال والجمال الحقيقي أصبح خيال . وتاريخ عظيم كنا نعيشه لوقت قصير أصبح ماضي أمام مستقبل يقلق و يحير .
أنه زمن البزرميط .
اتمنى من كل قلبي أن نعبر هذا الزمن الرديء سريعا نعبر زمن البزرميط لنعود مرة أخرى لزمن المنطق والمعقول زمن الامناء المدافعون زمن الرعاة اليقظون.
لنحيا زمانا جيدا نتذكر فيه هذا الزمن الرديء ونقول لقد كان حقا زمن البزرميط .
عصام نسيم
