تعليم القديس كيرلس الكبير عن ادم وحواء وقصة السقوط
وتأكيده على انها احداث حقيقية .
يتحدث القديس كيرلس في كتابه جلافيرا ( تعليقات لامعة )
أولا عن خلقة الله للعالم والمخلوقات بنفس تتابع واحداث سفر التكيون الاصحاح الاول
والثاني ثم يتحدث عن خلقة الانسان ويقول :
كرم خلقته وذلك باردته الالهية فقط وعلى الرغم من انه قد
خلقه من الطين ( تأكيد لما جاء في سفر التكوين فالانسان خلق ولم يتطور من كائنات
أخرى وخلق من الطين ) الا انه كائن حي عاقل ونفخ فيه مباشرة روح خالدة ومحيية لانه
مكتوب ونفخ في وجهه نسمة حياة فار ادم نفسا حية ( تك 7:2 ) ...اصبح الانسان يمثل
المجد الاسمى على الارض وصورة للسيادة الملائمة لله .
ثم يتحدث القديس كيرلس عن لماذا الوصية ويقول :
وحتى لا ينزلق سريعا بسبب امتيازاته الكثيرة الي
الاعتقاد بانه صار حرا من سلطان الله وسموه اعطاه الله على الفور وصية وبجوارها
وضع له تهديد العقاب في حالة مخالفته لها , لانه لم يكن قد وجد بعد فوق الارض طريق
للخطية اذ أن الانسان كان واحدا وفريدا ( تأكيد على أن الله قد من البدء انسان
واحد هو ادم وليس مجموعة من البشر كما يدعي البعض اليوم )ولكي يضعه تحت الناموس
ابتدع له طريقة يؤمن بها نفسه لانه يقول " من جميع شجر الجنة تأكل اكلا واما
شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لانك يوم تأكل منها موتا تموت ( تك 2) ثم بعد ذلك اخذ ضلعا من جنب ادم وخلق المرأة
التي ستعينه في ولادة البنين والبنات ( يؤكد القديس كيرلس عل ما جاء من سفر
التكوين من أن الله اخذ ضلع من ادم وخلق منه حواء اي لم يكن طفرة او تطور او اي
شيء اخر ) ثم يكمل ويقول :
ونظرا لانها انقادات بخيالات الشيطان الي المخالفة واكلت
من الثمرة المحرمة ومعها نخدع ادم نفسه ففي الحال حكم على الطبيعة لبشرية بالموت .
ونلاحظ هنا أن القديس كيرلس يؤكد على اكل حواء ثم ادم من
الثمرة المحرمة والتي متنهما الرب من الاكل منها وخالفوا الوصية الالهية لذلك
نالوا الحكم بالموت ونالوا العقوبة ثم يكمل القديس ويقول :
قال الله للمراة بالوجع تلدين بينما قال لادم ملعونة
الارض بسببك بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك ( تك 3) وعلاوة على هذا طردا من
مسكنهما الاول المحبوب ومن التمتع الفردوس وعندئذ عرفا للتو انهما عريانان وانهما ي حاجة للثياب واعطيت لهما اقمصة من جلد
من قبل الله الذي حزن عليمها .
وهنا أيضا نجد القديس يتكلم على العقوبة كعقوبة حقيقة
وليست رمزية والطرد من الفردوس مسكنهما الاول كامر واقعي وليس مجرد رمز او غير
حقيقي ويتكلم عن العري والثياب والاقمصة الجلد كامور حقيقية حدثت بالفعل ولا
يفسرهما اي تفسير رمزي ينكر حقيقتهم !
وبشكل عام في تفسير القديس كيرلس لاحداث سفر التكوين
سواء قصة الخلق او السقوط والجنة ...الخ يتحدث عنها كاحداث حقيقية لم يقفل ابدا
انها أساطير او ميثولوجيا لم يقل ابدا انها احداث غير حقيقية لم يقل ابدا انها ادب
اسطوري ! بل تعامل وفسر النص كما جاء في الكتاب المقدس كلمة الله كأحداث حقيقية
تاريخية !
هذا هو تعليم اباء كنيستنا الارثوذكسي بعيد عن اي أفكار او تعاليم حديثة ينادي بها
البعض اليوم مخالفا تعليم الكنيسة وتعاليم الاباء وقبل هذا وذالك الكتاب المقدس
نفسه مشككا في الوحي الالهي ومرددا أفكار المحدثين .
فالكتاب المقدس هو كلمة الله كتبه اناس الله مسوقين (
تحت قيادة ) الروح القدس لم يستعير كتاب الاسفار الالهية من أساطير قديمة ولم
يتحدثوا باساطير وميثولوجيا بكل باحداث الخلق ثم السقوط والوعد بالخلاص .
ومن له اذنان للسمع فليسمع
*المرجع كتاب
جلافيرا ( تعليقات لامعة ) للقديس كيرلس عمود الدين المقالة الاولى بعنوان سر
المسيح يعلن بطريقة رمزية في كل ما كتبه موسى النبي . – ترجمة مركز دراسات الاباء
عصام نسيم