مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

المجمع الفاتيكاني الثاني والانحراف عن الحق الكتابي 2




يعتبر المجمع الفاتيكانى الثانى نقطة فاصلة فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية المعاصر، وهو تحول كبير فى عقيدة الكنيسة الكاثوليكية، وقبولها عقائد تخالف بشكل صريح الإيمان المسيحى، بل وتطعن فى خلاص السيد المسيح وفداءه للبشرية، والكرازة باسمه، وبعض قرارات هذا المجمع كانت تجسيدًا لتعاليم اللاهوت الليبرالى، الذى دخل إلى الكنيسة الكاثوليكية قبل نهاية القرن العشرين - كما سبق وذكرنا - وبما يحمله من عقائد أشرنا إليها من قبل.

والمجمع الفاتيكانى الثانى الذى بدأ الأعداد له عام 1962، وانتهى بقراراته عام 1965، هو المجمع
(رقم 21) منذ مجمع نيقية، ثم القسطنطينية، ثم أفسس، وهكذا مجامع أخرى تخص كنيسة روما ولم تعترف بها كنيستنا القبطية.

وقد حضر هذا المجمع 2400 أسقف كاثوليكى، مع بعض المراقبين من الكنائس الأخرى
الأرثوذكسية
، والبروتستانت، والأنجيلكان، وكان عددهم 93 مراقب، وحضره شخصيات علمانية أخرى، ومتابعين ومراقبين.

وقد ناقش المجمع أمور كثيرة عقائدية، واقتصادية، وسياسية، ولكن ما يهمنا هنا هو قرار المجمع فى جلسته الرابعة فى أكتوبر عام 1965، والخاص بعقيدة "خلاص غير المؤمنينوقد وافق على القرار 1763 ورفضه 250.. 
وايضا تبرئة اليهود * من دم السيد المسيح كما نادى بالانفتاح على الاديان الاخرى خصوصا اديان الشرق الاقصى البوذية والهندوسية .

وقد أقر المجمع بأن: "على أن جميع الشعوب يؤلفون جماعة واحدة، فإن الناس ينتظرون من مختلف الأديان الجواب عن ألغاز الوضع البشرى المستترة، كما ناقش هذا الدستور الأديان التى تندرج فى حضارات قديمة كالهندوسية والبوذية وغيرها، وأشار بأن أتباعه يعبدون الإله الواحد ويسعون بكل قواهم للخضوع لقراراته، وأشار لارتباط الشعب اليهودى بشعب الله ورفض اتهامهم إجمالاً بالمسئولية عن صلب المسيحأما الذين لم تبلغهم رسالة الإنجيل، فهم موجهون نحوالله. وهكذا أقرت وثائق المجمع الفاتيكانى الثانى، عقيدة "خلاص غير المؤمنين" فى عدة مواضع، فاعتبر المجمع أن غير المؤمنين يدخلون فى تعداد شعب الله سواء اليهود أو الوثنيين، وأن الخلاص فى متناول أيدى الجميع"(

هذه القرارات طعنت فى وجوب الإيمان بالسيد المسيح، وأن الخلاص ليس به فقط، والإيمان به، كما 
أقر الكتاب المقدس، وتعاليم الآباء، وتعاليم الكنيسة، وقوانين المجامع، وكأن الكرازة والتبشير باسم
المسيح على مدار التاريخ المسيحى، لم يكن له أى فائدة، واحتمال الآباء الرسل والشهداء القديسين الآلام، والتعذيب، والقتل، والتشريد، من أجل الكرازة بالإيمان المسيحى، والتمسك بإيمانهم، ورفضهم الرضوخ، والإيمان بالأوثان، أو بالأديان الأخرى، لم يكن له أى داع.. فالكل سوف يخلص سواء كان مؤمنًا أو
غير مؤمن
!

إن المجمع الفاتيكانى هو نقطة تحول فى الفكر اللاهوتى للكنيسة الكاثوليكية، وبعد هذا المجمع أصبحنا
نجد كتبًا وتصريحات وتصرفات - رغم غرابتها - ورغم أنها ضد الإيمان المسيحى الصريح، ولكنها كانت نابعة من هذا الفكر، الذى تسلل إلى الكنيسة الكاثوليكية، ثم أقره المجمع الفاتيكانى الثانى بعد ذلك.

وقد سمحت الكنيسة الكاثوليكية بعد المجمع الفاتيكانى الثانى، بالزواج من غير المسيحيين كإحدى ثمار عقيدة خلاص غير المؤمنين، وقد استند الكاثوليك فى هذا السماح إلى ما أسموه التفسيح البولسى .عندما قال معلمنا بولس الرسول: "وَأَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَهِىَ تَرْتَضِى أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا. وَالْمَرْأَةُ الَّتِى لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَهُوَ يَرْتَضِى أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، 
فَلاَ تَتْرُكْهُ. لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِى الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِى الرَّجُلِ. وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ" (1كو 12:7-14).
وبالطبع بالرجوع إلى النص ومفهومه، أو تفسيرات الآباء، وتعليم الكنيسة، نجد أن القديس بولس الرسول كان يتكلم عن حالات كانت موجودة من غير المؤمنين، أحد أطرافها آمن، والآخر لم يؤمن بالمسيح، ومازال غير مؤمن، فسمح لهم بولس الرسول، إن رضى الزوج أن يمكث مع زوجته، أو العكس، تجنبًا لهدم الأسرة، وربما يؤمن الطرف الآخر بسيرة المؤمن الحسنة.

إذن هذا التصريح له ظروف معينة، ووقت معين، وليس تصريحًا أبديًا حتى نأتى فى القرن العشرين، ونسمح بإعادتها! أنه للأسف تحريف لكلمة الله، بعيدًا عن روح الكتاب، وتعليم الكنيسة
وهكذا كانت اهم ثمار المجمع الفاتيكاني هي 
عقيدة خلاص غير المؤمنين والاعتراف بالاديان الاخرى 
تبرئة اليهود من دم السيد المسيح 
السماح لزواج المسيحيات من غير المؤمنين 

...يتبع 

من كتاب اللاهوت الليبرالي واهم افكاره والرد عليه 

عصام نسيم 


 * رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقتها هذه القرارات فقد اصدر قداسة البابا كيرلس السادس والبطريرك أغناطيوس الثالث بطريرك السريان قرار مشترك جاء فيه أن الكنيسة تلتزم بما جاء فى الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة وتفاسير الآباء من أن شعب اليهود هم الذين حكموا بصلب المخلص وطلبوا تنفيذ الحكم بيد بيلاطس البنطى بحسب الكتب وأن تأكيدنا لهذا الحدث التاريخى الهام فى حياتنا، لا يتعارض أبدًا والتعاليم المسيحية التى تنادى بالمحبة والإخاء، والتسامح لجميع البشر، مهما اختلفت أديانهم وعقائدهم وألوانهم وجنسياتهم، وتأمر بنبذ التفرقة العنصرية والاضطهاد. كما أقر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى 13 فبراير 1965 الآتى: "يشهد الكتاب المقدس فى وضوح أن اليهود صلبوا السيد المسيح له المجد وتحملوا مسئولية صلبه حين أصروا على ذلك بقولهم لبيلاطس البنطى: "اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!" (يو 6:19)، "دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا" (مت 25:27)، وهكذا لا تشمل هذه الإدانة جماعة معينة من اليهود دون غيرها وإنما توجه بها بطرس إلى اليهود فى كل أمه تحت السماء (أع 2) وقد قال معلمنا بولس الرسول عن اليهود بصفه عامة أن اليهود قتلوا الرب يسوع والأنبياء واضطهدونا وهم لا يرضون الله ويقاومون جميع الناس ويمنعونا أن نكلم الأمم لخلاصهم حتى يتمموا خطاياهم كل حين" ويعلن المجمع تمسكه بعقيدة عصمة الكتاب المقدس ووجوب التزام الروح السائدة فيه وتقاليد آباء الكنيسة فى تفسير آياته وأعلن المجمع تأيده للوثيقة المشتركة للبابا كيرلس السادس والبطريرك مارأغناطيوس يعقوب الثالث..

عن الكاتب

essam nesim

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي