مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

هل صلبنا مع المسيح ومتنا معه وصعدنا معه ؟؟!

 هل كنا في المسيح وقت الصلب ووقت الصعود





هل مات السيد المسيح وحده وفدانا ام متنا معه وصلبنا معه ودفنا معه وصعدنا معه إلي السماء كما يعلم البعض اليوم ؟

يستند البعض على بعض الآيات او اقوال القديس اثناسيوس وبعض اقوال الاباء الاخرى والتي تقول اننا كنا فيه ( المسيح ) وقت موته ويعتمدوا على ذلك ويقولوا اننا صلبنا معه وقمنا معه واجلسنا معه في السماويات ويفسروها بتفسير حرفي اننا كنا بالفعل فيه !
فهل حقا نحن كبشر منذ ادم والي المجيء الثاني كنا في جسد المسيح بشكل مادي وحرفي ؟
وان كان الأمر هكذا كما يقول البعض فيجب ان نستوضح الاتي :
هل كل البشر قبل مجيء المسيح وبعده كانوا في المسيح ؟
كيف يكون في المسيح اشخاص ماتوا واشخاص لم يولدوا بعد ؟
كيف يكون في المسيح وقت الصلب اشخاص انكروا ايمانهم به واشخاص هاجموه واشخاص كانوا سبب في صلبه ؟
كيف يكون في المسيح اشخاص يهلكون فيما بعد لان كما يقول هؤلاء كان كل البشر فيه وبالطبع ليس الجميع سيخلص وليس الكل سيكون له نصيب في الابدية بل سيكون هناك الكثير في جهنم يهلكون فكيف يكون شخص كان في المسيح مات وقام معه ويكون نصيبه الهلاك ؟!
أيضا اليس هذا الفكر هو ضد تعاليم الكتاب المقدس وتعاليم الاباء التي تقتصر الخلاص فقط على كل من يؤمن به فكيف يكون الجميع قد مات في المسيح ؟
كذلك ان كنا متنا مع المسيح وقت الصليب وقمنا معه فلماذا المعمودية اذن ؟ ولماذا الجهاد اذن ؟ ولماذا حياة التوبة اذن ؟ ان كنا اشتركنا معه في الصلب والقيامة وجلسنا معه في السماويات ؟!!
بالطبع هذه الاسئلة توضح لنا عدم منطقية هذا الفكر وستحالة قبوله كتابيا وايمانيا .
اذن ماذا تعني عبارة كنا فيه
او اجلسنا معه في السماويات
إلي اخره من هذه العبارات التي يسيء البعض استخدامها ويفسرها تفسير منحرف عن معاني وقصد كاتبها .
الحقيقة مفتاح هذه العبارة هو ما قاله القديس اثناسيوس الرسولي في كتابه تجسد الكلمة عندما قال :
" والان اذ قد مات مخلص الجميع نيابة عنا فإننا نحن الذين نؤمن بالمسيح لن نموت بحكم الموت الذي كان سابقا حسب وعد الناموس لان هذا الحكم قد ابطل
اذن كما يوضح القديس اثناسيوس ان المسيح مات نيابة عنا جميعا ونحن الذين نؤمن به لن نموت لان الحكم قد ابطل
اذن الشرط هنا لكي لا نموت هو ايماننا بالسيد المسيح وبدون هذا الايمان يستمر على الانسان الغير مؤمن حكم الموت سائر ولا يستفيد بالخلاص الذي صنعه الرب .
نعم لقد مات المسيح من اجل الجميع مات نيابة عن كل البشر ولكن من الذي سيخلص فقط كل من يؤمن به وكما قال رب المجد نفسه في انجيل يوحنا
لانه هكذا احب الله العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية ( يو 16:3 )
كذلك قال أيضا الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله ( يو 18:3)
ومن كلمات السيد المسيح نكتشف ان الايمان هو شرط الخلاص وبالتالي بدون ايمان لا ينال الانسان أي من مفاعيل هذا الخلاص الذي صنعه السيد المسيح
لن ينال العفو من حكم الموت المستحق على جميع البشر
لن ينال الطبيعة الجديدة التي جددها السيد المسيح واعادها إلي حالتها الاولى بموته على الصليب
ويبقى الانسان غير المؤمن على صورته التي تشوهت بالخطية ويظل عليه حكم الموت ويمكث عليه غضب الله !
فكيف يقول البعض ان الكل مات في المسيح وكان في المسيح ؟! انه كلام ضد الكتاب وضد الايمان بل انه ضد العقل والمنطق
اننا بالايمان ننال كل استحققات الخلاص وكما قال القديس اثناسيوس لن نموت بحكم الموت لان هذا الحكم قد ابطل بموت المسيح عنا فقط عندما نؤمن .
فبالايمان ننال الخلاص من حكم الموت
ولكن كيف نموت في المسيح
كيف نفهم هذه العبارة اننا متنا فيه
الحقيقة ان هذا العبارة تعني
ان السيد المسيح عندما اخذ جسدا مماثلا لاجسادنا البشرية بكل ما فيها واتحد هذا الجسد بالكلمة اصبح هذا الجسد ممثل عن جميع البشر وعندما مات اصبح موته فداءا وخلاصا لكل البشر مات عن الجميع ونيابة عن الجميع ولكن ليس الجميع سينال الخلاص لكن فقط المؤمنين باسمه
فالمسيح بتجسده صار نائبا عن البشرية كلها وصار ممثلا للبشرية كلها وصار موته نيابة عن البشرية كلها ومن هنا نفهم عبارة كنا فيه كنا فيه كالبشرية كلها التي تجسد من اجلها السيد المسيح وخلصها على خشبة الصليب كنا فيه بمعنى ان السيد المسيح اخذ طبيعتنا البشرية الضعيفة ومات بها وقام من بين الاموات واعطانا السلطان والقوة ان ننال هذا الخلاص بالايمان به والمعمودية على اسمه
فقبل تجسد الله وموته الخلاصي لم يكن ممكنا ان ننال كل هذه العطايا التي نالها المؤمنين باسمه .
وهكذا نفهم الاية التي قالها بولس الرسول
"آية (أف 2: 6): وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، "
انه ككمثل للبشرية وكباكورة الراقدين قام من الاموات وصعد إلي السموات ونحن مثله في يوم القيامة سنقوم أيضا من الاموات ونجلس في السموات ويشرح القديس كيرلس الكبير هذا المعنى عندما يقول :
" هو نفه قد سبق بالجسد البشري لكي يظهر في السماء بطريقة غريبة ولا تخطر على بال وهذا قد فعله لحسابنا ومن اجلنا "
أيضا يقول : " وهكذا ينقل مجد البنوة إلي كل جنس البشر من خلال نفسه فبظهوره في هيئة انسانية فان هذا يعني انه لا يزال واحد منا نحن البشر في جلوسه عن يمين الله الاب رغم انه اعلا بما لا يقاس فوق كل الخليقة ... لذلك فهو قد قدم نفسه كانسان للاب نيابة عنا . وذلك لكي يعيدنا نحن الذين طرحنان عبيد عن الاب بسبب التعدي القديم .
أيضا يقول القديس كيرلس :
" المسيح يضعنا امام وجه الاب بصعوده إلي السماء كباكورة للبشرية لانه كما انه الذي هو نفسه الحياة بطبيعته يقال عنه انه مات وقام لأجلنا هكذا أيضا رغم انه هو الذي يرى اباه دائما فانه يقال عنه انه يظهر امامه الان كانسان أي حينما اتخذ الطبيعة البشرية فهو يظهر امامه الان كانسان أي حينما تخذ الطبيعة البشرية فهو يظهر امامه ليس لأجل نفسه بل لأجلنا
أيضا يوضح القديس كيرلس ان صعود السيد المسيح كان كباكورة لصعودنا نحن فيقول :
ربما انه كان لا يزال هناك امر واحد لم يتم بعد في تدبيره لأجلنا فان صعودنا إلي السماء قد اعد لأجلنا في المسيح الذي هو الباكورة واول من صعد إلي السماء من البشر لانه صعد إلي هناك كسابق لنا .
و وهكذا يوضح لنا القديس كيرلس معنى الاية اننا صعدنا معه في السمويات انه باكورة لنا وانه جلس بنفس طبيعتنا البشرية التي اخذها السيد الرب في تجسده
كذلك يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أيضا:
حقًا إنه إلي الآن لم يقم أحد فعلًا إلاَّ الرأس الذي قام فقمنا نحن معه، وذلك كما سجد يعقوب ليوسف فقيل أن زوجته أيضًا سجدت معه
بنفس الطريقة يُقال: "أجلسنا معه نحن أيضًا"، فإذ يجلس الرأس يجلس الجسد أيضًا معه، لهذا أضيف: "في المسيح يسوع
أيضا يقول القديس امبروسيوس
نحن نجلس فيه بأخذه طبيعتنا الجسدية
اذن من خلال تعاليم اباء الكنيسة نفهم ان عبارة كنا فيه او اجلسنا معه في السماويات حيث ان السيد المسيح كممثل لنا نحن البشر ولانه اخذ نفس طبيعتنا الجسدية وكرأس وباكورة للبشر هذا هو المفهوم الصحيح وليس بالمعنى الحرفي الذي ينادي به البعض اليوم !
( من كتاب نظريات الفداء وايمان كنيستنا القبطية في الخلاص – عصام نسيم)
__________________________
المراجع ؛
#الكتاب المقدس
# تجسد الكلمة القديس اثناسيوس
# ضد الاريوسيين القديس اثناسيوس
# تفسير إنجيل يوحنا القديس كيرلس الكبير
# تفسير رسالة افسس القمص تادرس يعقوب ملطي

عن الكاتب

essam nesim

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي