مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الليبراليين والطعن في الكتاب المقدس وخصوصا سفر التكوين

الليبراليين والطعن في الكتاب المقدس وخصوصا سفر التكوين .



تحدثنا سابقًا أن هناك هجمة شرسة من الليبراليين الجدد نحو الكتاب المقدس بشكل عام، وسفر التكوين وقصة الخلق، بل وأول إحدى عشر إصحاحًا بشكل خاص.
وتعتبر هذه الأفكار هى الأكثر رواجًا وإنتشارًا بين شبابنا اليوم.. خصوصًا على مواقع التواصل الإجتماعى، وحتى أننا نجد أن هناك بعض الخدام قد تأثروا ببعض
هذه الأفكار، وبدأ للأسف التعليم بها.. وبالطبع جاء التأثر هذا نتيجة قراءة بعض الكتب الغربية سواء المترجمة، أو التى تحمل نفس الفكر، وكتبها أشخاص فى بلادنا
العربية خصوصًا فى لبنان!
ولماذا سفر التكوين بالذات ؟
يتعرض سفر التكوين على وجه الخصوص لهذه الهجمة الشرسة، وخصوصًا قصة الخلق والسقوط وشخصية آدم وحواء..
بالطبع لأنها تمثل وتحكى لنا قصة سقوط الإنسان، ثم حاجته للخلاص، والوعد بمجئ المخلص، فهى القصة التى قامت عليها بعد ذلك النبوءات، ثم مجىء المسيح المخلص وافتداءه للبشر الذين سقطوا سواء بوراثة خطية آدم أو بالخطية الفعلية
بعد ذلك.. فبالتأكيد عندما نضرب هذه القصة ونشكك فيها، وننكر أن هناك شخصيات حقيقية لآدم وحواء، فنحن إذن نضرب قصة الخلاص كلها، وكأن الخلاص لا حاجة له!
فلماذا يأتى المسيح إذن؟!، ومن يخلص مادام لم يكن هناك شخصيات تدعى آدم وحواء، ولا وجود لقصة السقوط! وجميعها كانت رموزًا أو قوالب أسطورية، استخدمها الكاتب كما يدعى هؤلاء!
وهكذا نجد أن الشيطان يستخدم هذا الفكر الحديث للتشكيك فى خلاص السيد المسيح وبالتالى عدم الحاجة له، مما يعطى مزيدًا من التهاون والبعد عن كلمة الله، والاعتماد على فكر بشرى جديد، بعيد تمامًا عن روح كلمة الله، وتعاليم الكنيسة المقدسة، لتكون النتيجة هى ما نراها فى بعض الكنائس التى زرعت هذا الفكر فى الغرب، من بعد تام عن مبادئ المسيحية الحقة!
أما عن أهم الأفكار التى يروجها الليبراليون الجدد، نحو الكتاب المقدس وخصوصًا سفر التكوين فنلخص أهمها من واقع كتبهم فى الآتى :
1- يدعون أن قصة الخلق كما جاءت فى الكتاب المقدس هى قصة خيالية غير حقيقية، وقد تأثر الكاتب بالقصص والأساطير التى كانت موجودة فى وقته!
2- ينكرون أن سفر التكوين أو الأسفار الخمسة كاتبها هو موسى النبى، ويدعون أنها كتبت فى وقت متأخر، على مراحل، ومن عدد مصادر، البعض قال أنها ثلاثة مصادر وهى: (الاليهوى، واليهوى، والكهنوتى)، وتطور الأمر عند البعض حتى وصلت هذه المصادر إلى أكثر من 30 مصدر كما يدعون! وقد كُتب على مراحل زمنية متأخرة، بعضها كتب بعد السبى الشهير لليهود!
3- يدعون أنه لم يكن هناك شخصيات حقيقية لآدم وحواء! وأن الفصول الأولى من سفر التكوين إنما هى تصوير لواقع إنسانى، عبر قصة رمزية، تتناول أصل الإنسانية، وأن آدم وحواء إنما يشيران إلى الإنسانية ككل.
4- يدعون أن قصة الطوفان قصة رمزية غير حقيقية، كذلك شخصيات إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وباقى الآباء، لم تكن شخصيات تاريخية حقيقية.
5- خصوصًا رمزية آدم وحواء، التى أول البعض أن ينسب هذا التعليم الجديد إلى الآباء، ويدعى أن الآباء نظروا إلى آدم وحواء على أنهم شخصيات رمزية، ولم يكن لهم وجود واقعى، أو تاريخى، ويستخدمون بعض الأقوال بشكل ملتوى، أو يستخدمون التفسير الرمزى الذى كان موجودًا فى مدرسة الإسكندرية فى القرون الثلاثة الأولى، كالادعاء بأن هذه القصص كانت قصص رمزية أيضًا.
هذه أهم الأفكار التى تروج حاليًا ضد الكتاب المقدس، وخصوصًا سفر التكوين بل ونجد لها صدى كبير.
وسنتناول بنعمة المسيح الرد على هذه الادعاءات باختصار فى المرات  القادمة.
...يتبع
من كتاب " اللاهوت الليبرالي أهم افكاره والرد عليها  "
-----------
عصام نسيم

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي