نظريات الفداء والترويج الغربي لها1
بدأ ينتشر مؤخرا تعليم بخصوص عقيدة الفداء والكفارة وراح البعض يهاجم تعليم كنيستنا القبطية الارثوذكسية ويدعون انه تعليم غير اباىي وتعليم غربي !
ويدعون أن تعليم الكنيسة في الفداء والكفارة هو تعليم لاهوت القرون الوسطى وتعليم انسلم اسقف كانتربري الكاثوليكي صاحب النظرية الشهيرة في الفداء - نظرية الترضية - والتي تقول ان المسيح مات كتعويض دفعه للأب وترضية لكرامة الله الجريحة كما انها تحمل فقط النظرة القضائية في الفداء . وقد تم الترويج لهذا العليم منذ القرن الثاني عشر في الكنيسة الكاثوليكية .
ثم ظهرت نظرية كرد على نظرية انسلم تسمى نظرية التأثير الاخلاقي والتي روج لها بيتر ابيلارد وهو لاهوتي شهير ظهر في القرن الخامس عشر
وتقول نظرية التأثير الأخلاقي والتي ظهرت كرد فعل على نظرية انسلم
ان الفداء كان استعراض لمحبة الأب ولم يكن تسديد لدين او ترضية للأب ولكن كما قلنا استعراض لمحبة الله للبشر كما تركز هذه النظرية على التأثير الأساسي لموت المسيح كان على الإنسان وليس الله او الشيطان كما ان الخطية لم تكن مشكلة عند الله بل الإنسان .
وهي تركز على أن الله المحبة فقط ولا تركز عل الصفات الأخرى كالعدالة او القداسة او انه الديان العادل فقط المحبة !
وتم الترويج لهذه النظرية في الغرب بشدة ونلاحظ أن من بدأ في الترويج لهذه النظرية هم أشخاص درسوا اللاهوت في الخارج وتاثروا بهذا التعليم ثم بدأ الترويج لها من خلال جورج بباوي وبعض رهبان دير أبو مقار لتعليم نظرية التأثير الأخلاقي على انها تعليم الاباء وتم ربط بعض اقوال الاباء بنوع من الانتقاء لجانب واغفال جوانب أخرى في تعليم الفداء والكفارة لدعم هذه النظرية كما تم الترويج ان تعليم الكنيسة القبطية ليس تعليم اباىي ولكنه تعليم لاهوت العصور الوسطى وأول من نادى بذلك جورج حبيب بباوي ثم من تأثروا بتعليمه وبفكره !
والغريب أننا وجدنا بعض الكهنة والخدام تعلم بذلك وبدأت بعض المراكز والمدارس التي ظهرت بكثرة في السنوات الأخيرة تروج لهذه الأفكار على انها تغليم الاباء وتعليم الكنيسة !
وبدأ الترويج لافكار غريبة في عقيدة الفداء والكفارة ترفض الموت البدلي او ان موت المسيح كان عوضا عنا وكان ثم لخطايانا وكان تنفيذ لحكم الموت بدلا من الإنسان عل خشبة الصليب وامور أخرى كثيرة تهدم عقيدة الفداء وتخالف تعليم الكتاب وتعاليم الاباء والذي علمت به الكنيسة ومازالت .
وهكذا وجدنا في كناىسنا من يعلم بتعليم غربي ونظريات غريبة في الفداء والكفارة ظهرت في ظروف وزمن معين داخل كنيستنا على انه تعليم الاباء بل وراح يهاجم تعليم الكنيسة القبطية ويدعي انه تعليم انسلم دون أي دليل او برهان !
والحقيقة أن الفداء كما علمته الكنيسة له جوانب عديدة الفداء كان دافعه هو المحبة فمحبة الله هي التي جعلته يخلق الإنسان ويتجسد ويخلصه ويصنع الفداء لأجله ولكن الفداء كان موت بدلا عن الإنسان كان موت المسيح عوضا عن موت الإنسان والكتاب يقول
هكذا أحب الله العالم
حتى بذل ابنه الوحيد
لكي لا يهلك
كل من يؤمن به ... يو 16:3
فمحبة الله هي التي جعلته ان يبذل ابنه الوحيد حتى لا يهلك الإنسان
إذن كام هناك عقوبة على الإنسان نتيجة خطبته تستوجب هلاكه
ولكن محبة الله جعلته يبذل ابنه الوحيد بالموت على الصليب لكي لا يهلك كل من يؤمن به
فليس الجميع سينال الخلاص وليس الجميع كان في المسيح مشتركا في موته على الصليب كما يعلم أصحاب هذه النظرية ولكن
كل من يؤمن به
فالمسبح ذاق الموت وحدة ودفع ثمن خطايانا وحدة ولم يكن معه أحد من الشعوب . اش 3:63
مات عن البشر جميعهم ودفع ثمن كل خطايا البشر ولكن رغم ذلك
لن يخلص ولن يهلك سوى من يؤمن به فقط كما قال رب المجد نفسه .
هذا باختصار شديد تعليم الكنيسة وهذه حقيقة ما يتم ترويجه اليوم داخل كنيستنا القبطية على انه تعليم الاباء وهو في حقيقته تعليم غربي اولا واخيرا .
يتبع .
------------------------
#عصام_نسيم
