مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

التحرر وآثاره المدمرة

التحرر وآثاره المدمرة 1 .



في بداية القرن الثامن عشر ومع النهضة الصناعية والثورة العلمية في أوربا وظهور كثير من العلوم والتيارت الفكرية المتعددة
ظهر علوم في الأدب والفلسفة وعلم نفس مع ظهور كثير من المتغيرات التي أثرت في المجتمع الأوربي وفي عقلية وطريقة تفكير كثير منهم .
فبعد قرون من الظلم والجهل وللأسف الشديد كان لكنيسة روما دور في ذلك ومع امتزاج الدين بالسياسة ومع دخول أفكار كثيرة غير سليمة الي الكنيسة فب أوربا .
جاءت الحداثة وما تحملة من تغيرات في كل جوانب الحياة في المجتمعات هناك .
وبالطبع  كان هذا التغير مؤثرا وفاعلا في بعض الكنائس وفي عقول كثير من المسيحيين في أوربا
جاءت الحداثة بفكر جديد ومفاهيم جديدة وأفكار جديدة
جاءت بشكل متحرر من كل شيء ويطول كل شيء
حتى الإيمان وحتى الكتاب المقدس . .
وانتجت لنا الحداثة كثير من التيارات الفكرية المناهضة للدين والإيمان بشكل عام وبدأت تنظر الب الإيمان بشكل فيه استعلاء واحتقار وان الدين والإيمان نوع من الغيبيات ولا يمكن تصديقها .
ومن المدارس الفكرية التي ظهرت في تلك الفترة هي مدرسة النقد الكتابي الأعلى .وهي مدرسة تخصص من بها الي نقد الكتاب المقدس بشكل عنيف ونظرت إليه انه كتاب مثل اي كتاب آخر يمكن نقده ونزعت عنه القدسية وانكرت الوحي الإلهي له وادعت انه يحتوي عل قصص قديمة وكتبت بشكل او بآخر وفي قرون متأخرة !
وراحت تلك المدرسة تدعي بوجود الكثير من الأخطاء في الكتاب المقدس وتعامل معه بشكل به استعلاء !
بالطبع كان هناك الكثير من للاهوتيين الذين واجهوا هذا الفكر وقاموا بالرد على ادعاءات هذه المدرسة ومع الوقت سقطت ادعاءت مدرسة النقد الكتابي! 
هذه المدرسة لم تكن إلا نتاج التحرر من ايمان وعقيدة الكنيسة ولم تكن هذه المرة الأولى لظهور الاسلوب التحرري من أمور تخص الإيمان فما هذا إلا نتاج وثمار ما فعله قبل حوالي 500 عام وبالتحديد في القرن السادس عشر  مارتن لوثر الألماني الجنسية وقد كان راهب كاثوليكي وقد عارض بشدة كثير من ممارسات الكنيسة الكاثولكية الخاطئة والبعيدة عن الإيمان المسيحي السليم مثل بعض العقائد كالمطهر او صكوك الغفران او زوائد القديسين الي جانب الدور السياسي لبابا روما في ذلك الوقت وكان قد وصل لمداه !
فقام مارتن لوثر بالتمرد والاعتراض وواجه بابا روما وقام بابا روما بكتابة منشورات ضده فاعترض مارتن لوثر  هو ومن معه ومن وقتها أطلق عليهم بروتست  ( محتج )
وانشق مارتن لوثر عن كنيسة روما ثم قام بعمل في منتهى الخطورة وكان له كثير من الآثار السيئة فيما بعد وهو التحرر !

فقد تحرر مارتن لوثر من سلطان الكنيسة ورفضه بل وقاومه ونادى فقط بسلطان الكتاب المقدس ولا شيء آخر !
فرفض تعليم الكنيسة وتقاليدها وراح يفسر الكتاب المقدس بشكل شخصي يعتمد على الفكر الذاتي بعيد عن اي مرجعية كنسية وبالطبع بعد لوثر انشق عنه آخرون وكان كل شخص ينشق يبدأ في تفسير الكتاب بشكل مختلف وبشكل أكثر تحررا !
وهكذا وضع لنا مارتن لوثر بذرة التحرر في تفسير الكتل وهو ما عرف فيما بعد بالتفسير البروتستاتتي للكتاب المقدس والذي كانت سماته الآتي :
الاعتماد على الآراء الشخصية في التفسير دون الرجوع الي تعليم اباىي او كنسي
رفض التقليد والإباء والاعتماد فقط على رأي من يقوم بالتفسير او من يوافقه في الفكر .
رفض الإجماع الاباىي في شرح العقيدة وتفسير آياتها في الكتاب المقدس.
تلك كانت أهم السمات  التي وضعها مارتن ومن تبعه في تفسير الكتاب والتي كان له الدور الأكبر في ظهور ما يعرف بلاهوت التحرر بعد ذلك !
فقد بدأ لوثر بالتحرر من سلطان الكنيسة والمناداه بسلطان الكتاب المقدس فقط ليأتي بعده يقرون قليلة جدا من يتحرر من سلطان الكتاب المقدس نفسه !
وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه مارتن لوثر ولو كان يريد إصلاح حقا لكن قد رجع الي تعاليم الكنيسة الأولى والتي ظلت كنائس الشرق الأرثوذكسية محافظة عليها ولكنه كسر مفهوم الكنيسة وسلطانها لذلك كان ما كان !
فالتحرر او اللاهوت الليبرالي أحد اهم أسبابه هو فكرة التحرر من تعاليم وسلطان الكنيسة والتي بدأت في القرن السادس عشر ومستمرة الي الآن .
وبالطبع هناك أسباب أخرى ساهمت في ظهور الليبرالية في كنائس أوربا وأمريكا وهذا ما سوف تتناوله في المرات القادمة أن شاء الرب وعشنا.

عصام نسيم

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي