مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

هل طوفان نوح حدث حقيقي ام أسطورة ( ميثولوجيا )؟



نستكمل معا سلسلة المقالات التي نناقش فيها حقيقة أحداث الكتاب المقدس وبالأخص سفر التكوين الاسفار الإحدى عشر الأولى .
حيث تنتشر أفكار ما يعرف بلاهوت التحرر بين شبابنا اليوم والتي تنكر حقيقة هذه الأحداث والتشكيك والطعن في كتابنا المقدس والادعاه ان هذه الأحداث أساطير او ميثولوجيا اقتبسها موسى من أساطير قديم!!!
واحد أشهر هذه القصص هي أحداث الطوفان .
فهل الطوفان فعلا حقيقة حدثت ام انها قصة أسطورية؟
 او قصة  رمزية لم تحدث ولكنها جاءت  في الكتاب كحكايه نفهم من خلالها رفض الله للشر ومعاني أخرى ولكنها غير حقيقية كما ينادي البعض اليوم  ؟!
أيضا قصة الطوفان الكتابية كثيرا ما تتعرض لشكوك وأسئلة وطعن سوف نتناولها ونرد عليها بنعمة المسيح .
ولكن أولا سنعرف هل الطوفان حقيقية ام لا ؟
كما سبق وناقشنا نقطة هامة في تأكيد أحداث السقوط وخلق الإنسان وشخصيات ابوينا ادم وحواء قلنا يجب اولا عند سماع أي شخص  خصوصا من المسيحيين الذين يشككون في قصة أو حدث كتابي هو الرجوع أولا للقصة الكتابية وقراءتها جيدا وفهمها حتى انه  من خلال الكتاب المقدس نفسه وقبل الرجوع الي تفاسير ستكتشف من خلال القصة الكتابية هل كان المقصود سرد لاحداث حدثت فعلا ام ان القصة  غير حقيقية ؟
ثم نرجع الي تفاسير الاباء وتعاليم الكنيسة لنعرف كيف فهمت الكنيسة القصة وتعاليم الاباء القديسين عنها هل يتوافق مع هذه الأفكار الحديثة ام لا ؟
وهكذا مع اي قصة او حدث في الكتاب المقدس.
اولا قصة الطوفان في الكتاب المقدس.
جاءت قصة الطوفان في سفر التكوين الإصحاح السادس والسابع والثامن جاءت ككقصة حقيقية لاحداث حدثت يالفعل  أحداث لها بداية ونهاية لها أزمنة محددة ذكرها الكتاب المقدس وأشخاص بأسمائهم أيضا .
كذلك فلك او سفينة قام بعملها نوح وذكر الكتاب تفاصيل وأبعاد وحجم هذا الفلك او السفينة الضخمة بشكل دقيق بل وبنسب سليمة صحيحة تجعل الفلك يطوف ولا يتحطم في الطوفان كما سنذكر .
إذن القصة في الكتاب لا توحي ابدا انها قصة أسطورية او رمزية .
بل بالرجوع الي الإصحاح الخامس لسفر التكوين نجد فيه سجل تاريخي للانساب بدأ من آدم أبو البشر  الي نوح وبنيه فيذكر هذا الإصحاح الهام سلسلة الأنساب لتنتهي بنوح وأبناءه الثلاثة ويحدد لنا السفر أعمار كل شخص عاش وقتها!
وكما يتضح من الإصحاح ان نوح شخص حقيقي له أبناء وله زمن عاش فيه ونتيجة زيغان الإنسان في عصره عاقب البشر بالطوفان وأغرق العالم كما جاء في باقي الاصحاحات.
ومن نسل نوح وأبناءه الثلاثة جاءت جميع شعوب العالم وتسمت الأنساب  بأسمائهم حام وسام ويافت.
والي جانب تفاصيل القصة الكتابية التي تؤكد حقيقتها جاء أيضا ذكر نوح والطوفان في مواضع أخرى في العهد القديم والعهد الجديد أيضا على سبيل المثال :
سلسلة الأنساب في سفر الأخبار ايام الأول
نُوحُ، سَامُ، حَامُ، يَافَثُ. (١أخ ١ : ٤)
وَ لَمَّا غَمَرَ الْطُّوفَانَ الارْضِ بِسَبَبِهِ عَادَتِ الْحِكْمَةُ فَخَلَّصَتْهُا بِهِدَايَّتِهَا لِلْصِّدِّيْقِ فِيْ الِّةِ خُشُبٌ حَقِيْرَةٌ (حك ١٠ : ٤)
أيضا في  العهد الجديد فتأتي فوق كل شهادة شهادة الرب يسوع نفسه عندما تحدث عن نهاية العالم مستشهدا بطوفان نوح قائلا :
لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، (مت ٢٤ : ٣٨)
أيضا إنجيل لوقا
كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزَوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. (لو ١٧ : ٢٧)
ويتحدث أيضا بطرس الرسول عن الطوفان ويقول :
وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ، إِذْ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ. (2بط ٢ : ٥)
تأكيدا على حقيقة أحداث الطوفان.
كذلك في سلسلة أنساب السيد المسيح جاء نوح وابنه سام كجدود السيد المسيح له المجد
بْنِ قِينَانَ، بْنِ أَرْفَكْشَادَ، بْنِ سَامِ، بْنِ نُوحِ، بْنِ لاَمَكَ، (لو ٣ : ٣٦)
أيضا يؤكد لنا بولس الرسول حقيقة شخصية نوح وقصة الطوفان وبناء الفلك ويقول :
بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ. (عب ١١ : ٧)
وهكذا حتى من خلال القراءة البسيطة فقط للكتاب المقدس بعهديه يتأكد لنا أن نوح شخصية حقيقية الرب اختاره ليبني فلك ويكرز للبشر بغرق العالم .
ان الطوفان حدث حقيقي وليس أسطورة فقد أغرق الله العالم بالطوفان وانقذ نوح وعائلته .
إذن الطوفان بشهادة الكتاب المقدس حدث حقيقي وحدث عالمي كما سنوضح لاحقا بنعمة المسيح وليس كما ينادي بعض الذين تأثروا بأفكار الحادية او تشكيكة في كلمة الله ووضعوا أنفسهم فوق الكتاب المقدس نفسه .
ليكن الله صادقا وكل إنسان كاذب .
وأخيرا نقول قول الكتاب :
امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. (1تس ٥ : ٢١)
عصام نسيم

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي