مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

هل علم القديس اثناسيوس برمزية ادم وباسطورية قصص الكتاب المقدس ؟!





وجدنا مؤخرا بعض الآراء الغريبة والتي تدعي رمزية آدم و أسطورية الكتاب المقدس ووجدنا البعض يحاول أن يدعي أن القديس اثناسيوس قال ذلك .
وهناك إقتباس شهير دائما ما يستخدمه دعاة الرمزية ويدعون بأن الرمزية او الميثولوجيا  (الأسطورية ) هي تعليم للقديس اثناسيوس .
وسنناقس سريعا هل هذا القول يؤكد أو ينفي هذه الادعاءات والعبارة جاءت في رسالة الي الوثنيين او ضد الوثنيين ويقول البابا اثناسيوس فيها .




" وذلك تماما كأول إنسان خلق الذي سمي بالعبرانية آدم إذ وصف في الكتب المقدسة ان عقله كان متجها الي الله بحرية لا يعيقها الخجل وبأنه كان يشارك القديسين التامل في الأمور التي لا يدركها العقل والتي كان يتمتع بها في المكان الذي كان فيه الذي دعاه القديس موسى رمزيا بالجنة "
(ضد الوثنيين 2-4   )


ونجد دعاة الرمزية يعتمدون على كلمة رمزية لياكدوا ان البابا اثناسيوس علم برمزية واسطورية آدم والكتاب المقدس .
ولن أقول نرجع للنص الأصلي ونقراها ونفهم المقصود من الكلمة بلغتها الأصلية ولكني سوف اناقش النص على حالة .
أولا . الحقيقية من يدعون هذا الإدعاء ربما لم يقراوه النص بشكل عميق قليلا فالنص يؤكد ولا ينكر حقيقة آدم وحقيقة الجنة كشيء حقيقي واقعي .
ثانيا . أولا النص يؤكد على حقيقية وجود آدم وأن هناك شخص خلقه الله اولا ودعي بالعبرانية آدم كقول القديس " كأول إنسان خلق ودعي بالعبرانية آدم " فهنا القديس يؤكد لنا أن آدم اول خليفة الله شخص حقيقي له اسم بالعبرانية وليس رمز وليس أسطورة كما يدعي دعاة الرمزية .
ثالثا . القديس اثناسيوس أيضا يؤكد على حقيقة وجود الفردوس كمكان حقيقي موجود وليس رمز فيقول " في المكان الذي كان فيه الذي دعاه موسى رمزيا بالجنة "
إذن آدم كان في مكان يشارك الملائكة التامل وربما التسبحة والصلوات وتمجيد الله مثل الملائكة بالطبع مع عمله الذي كان يعمله في الجنة كقول الكتاب يعملها ويحفظها تك 15:2 وكما يذكر القديس اثناسيوس ويقول كما جاء في الكتب المقدسة "
إذن القديس اثناسيوس لم ينكر مكان الفردوس وحقيقة وجوده بل ويؤكد على ما جاء في الكتب المقدسة كما ذكر .
وبالرجوع لكتاب تجسد الكلمة نجد القديس يتكلم عن آدم في الفردوس ولا يقول ابدا انه غير حقيقي وغير موجود  ويقول :
سبق وآمن النعمة المعطاة لهم بوصية و مكان ( نلاحظ هنا الوصية والمكان - الفردوس -) فادخلهم في فردوسه واعطاهم وصية حتى إذا حفظوا النعمة واستمروا صالحين عاشوا فى الفردوس بغير حزن ولا الم ولا هم ( صفات الحياةفي الجنة ) بالإضافة الي الوعد بالمولد في السماء ( نلاحظ هنا أن القديس فصل بين الفردوس الموجود على الأرض وبين السماء وهو ضد تعليم اوريجانوس الذي قال الفردوس كان في السماء الثالثة ) .
أما إذا تعدوا الوصية وارتدوا عن الخير وصاروا أشرار فليعلموا أنهم سيجلبون الموت على انفسهم حسب طبيعتهم ولن يحيوا بعد في الفردوس بل يموتون خارجا عنه ويبقون الي الأبد في الفساد والموت .
تجسد الكلمة فصل 3-4
بل ويعلق د جوزيف موريس فلتس مترجم الكتاب ( ويقول يذكر  القديس اثناسيوس حياة فرح الفردوس في عدة مواضع عديدة من كتاباته والجدير بالذكر أن الإنسان في مرتبة الملائكة وأن الفردوس هو موضع القديسين وكثيرا ما ربط الفردوس بالاديرة واصفا إياها بموضع سكنة إلهية الرسالة الفصحية 29 و حياة انطونيوس 44 الرسالة الي الرهبان )
( تجسد الكلمة فصل 3 الهامش ص 8)
هذا هو الفردوس في فكر القديس اثناسيوس.
هو المكان الذي يحي فيه الإنسان الأول حياة بلا غم ولا تعب ولا هم حياة إلهية كما دعاها .
تبقى الكلمة التي يعتمد عليها الرمزيون هي كلمة الذي دعاه موسى رمزيا بالجنة.
فهل من خلال القراءة للنص وأيضا باقي كتابات القديس اثناسيوس  نفهم كلمة رمزيا في العبارة انه غير موجود ؟
او ان القصة أسطورية ؟!
او ان لم يكن هناك شخص اسمه آدم كان موجود في الجنة ؟
بالطبع لا فما قاله القديس أن المكان الذي كان يعيش فيه آدم دعاه موسى النبي رمزيا بالجنة فالرمزية في الاسم وليس في حقيقة لا المكان ولا الشخصيات وإلا الوقائع .
فكما وضحنا الفردوس كمكان موجود في فكر القديس وتعليم علم به ولم يقول ابدا انه أسطوري او غير حقيقي !!!
أيضا  لا يعقل أن نبني فكر جديد وافتراضات وندعي ادعاءات لمجرد كلمة ونهمل باقي النص وباقي التعليم للقديس نفسه ؟؟!!

كما ذكرت من قبل وأذكر دائما
لا يوجد أحد من آباء الكنيسة أنكر حقيقية وجود آدم وحواء او ادعى باسطورية الكتاب المقدس وكذلك تعليم كنيستنا الممتد لالفي عام وكل الأفكار التي تعرض حاليا هي تعليم حديث  تأثر به البعض من كتابات غربية حديثة وليس تعليم أصيل في كنيستنا ..
--------
#عصام_نسيم

عن الكاتب

essam nesim

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي