مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

بمناسبة رأس السنة القبطية وعيد الشهداء

بمناسبة عيد النيروز وبداية العام القبطي الجديد وعيد الشهداء . 

نحتفل في هذه الأيام المباركة بعيد النيروز أو رأس السنة القبطية او عيد الشهداء فجميعها مسمياتن لبداية السنة القبطية الجديدة حسب التقويم القبطي , والتقويم القبطي هو التقويم المصري القديم والذي عمل به أجدادنا قدماء المصريين على مدار ألاف السنين ونحتفل هذا العام بحلول العام القبطي ١٧٣٨ قبطي و ٦٢٦٣ مصري حسب التقويم المصري القديم .
ورغم ان التقويم القبطي كما ذكرنا تم العمل به حوالي عام 4241 قبل الميلاد ,ومازلت أسماء الشهور القبطية الحالية هي نفسها الأسماء المصرية القديمة التي تسمت بها شهور التقويم المصري ولكن بداية التقويم القبطي كانت منذ عام 284 م وهي السنة التي تولى فيها الإمبراطور الروماني دقلديانوس ,
فعندما دخلت المسيحية الي مصر وتحول كثير من المصريين الي الديانة الجديدة وبدء عصر الاضطهاد على الكنيسة بشكل عام والكنيسة القبطية بشكل خاص والتي كان لها نصيب كبير من الشهداء والاضطهاد .
ورغم ان الاضطهاد بدأ منذ دخول المسيحية الي مصر ولكن اعتبر الأقباط ان اكثر هذه العصور اضطهادا هو عصر دقلديانوس الذي تولى الحكم عام 284 ميلادية ليقود اضطهاد عنيف وقوي استخدم الشيطان من خلاله كل اساليبه واسلحته محاولا في محو الكنيسة والتخلص من المسيحية والمسيحيين !! ولكن كانت دماء الشهداء هي بذار الايمان كما قال العلامة ترتليان وكان عصر الشهداء عصر الايمان القوي والانتشار السريع للمسيحية .
وقد استشهد في عصره مئات الالاف من المسيحيين من مختلف البلدان التي كانت تقع تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية في هذا الوقت !
ورغم ان بداية سنوات حكم دقلديانوس لم يكن يقوم باضطهاد المسيحيين ولكن موقفه تغير بعد سنوات قليلة والمؤرخين يذكرون عدة اسباب لتغير موقفه هذا ومهما كان السبب فقد تحول موقف دقلديانوس الي موقف عدائي الي كل ما هو مسيحي ! ! فقد قام في عام 300 بإصدار منشور بهدم الكنائس وحرق الكتب ألمقدسه وطرد كل أصحاب المناصب العالية وحرمانهم من حقوقهم المدنية ثم تطور الامر ليصدر منشور بسجن رؤساء الكنائس وتعذيبهم حتى يجبرهم على ترك الايمان ثم وصل الامر الي ارغام كل المسيحين بالتبخير وتقديم القرابين للاوثان ومن يرفض العبادة الوثنيه يعذب ويقتل بابشع انواع التعذيب والقتل في ذلك الزمان !!!
وبالطبع كان لمصر نصيب كبير من الاضطهاد والشهداء والمعترفين في عهده , وقد كان في عهد دقلديانوس الوالي اريانوس والي انصنا والذي اشتهر بمدى تفننه في تعذيب المسيحيين الاقباط وربما من اشهرهم القديسة دميانه والام دولاجي وابناءها والانبا بضابا وغيرهم الكثير جدا , والعجيب ان هذا الوالي قد امن واستشهد ايضا على اسم السيد المسيح ورفض التبخير للاوثان ونال اكليل الشهادة !
وعن عدد شهداء الكنيسة القبطية يقول العلامة ترتليان " لو ان شهداء العالم كله وضعوا في كفة ميزان وشهداء مصر في الكفة الاخرى لرجحت كفة المصريين " ويقدر بعض المؤرخين بعدد الشهداء الاقباط في عهد دقلديانوس بحوالي 800 الف شهيد ! وقد انتهى هذا العصر من الاضطهاد عندما اصدر الإمبراطور قسطنطين مرسوم ميلان عام 313 والذي أعطى فيه الحرية الدينية للمسيحيين وغيرهم من الديانات الاخرى . وبهذا المرسوم انتهى عصر اضطهاد دقلديانوس . ومن هذا الوقت بدء اجدادنا الاحتفال بعيد الشهداء وبداية تقويمهم القبطي
, ويعتبر عيد الشهداء من اقدم الاعياد التي كان يحتفل بها الأقباط وكان احتفال كبير كان يخرج فيه الاقباط الي الاماكن التي دفنت فيها اجساد الشهداء احتفالات بها والتماسا لبركتها .وظل الاحتفال بالعيد على مدار قرون ومن مظاهر الاحتفال في العيد ان يأكل الاقباط البلح الاحمر رمز لدماء الشهداء والجوافة البيضاء رمز لنقاوة قلوب وطهارة الشهداء الابرار .
وفي كل عام نحتفل فيه بعيد الشهداء نتذكر شهداء الكنيسة في كل زمان ومكان الذين بدمائهم نمت الكنيسة وانتشرت واصبحت هذه الدماء الطاهرة هي بذار الكنيسة .
ويسمى اول شهر في شهور السنة القبطية بشهر توت
وتوت اول شهور السنة المصرية هو الإله توت أو تحوت وهو اله الحكمة عند قدماء المصريين وهو واحد من ثماني اله يسمى ( ثامون الهه ) ثامون الاسمونين حيث كان يوجد اربع اساطير في الخلق عند قدماء المصريين وهي الاسمونين وطيبة ومنف و اون .
وكما ذكرنا تحوت هو إله الحكمة والعلم وكان يعرف في والرياضيات والفلك عند المصريين القدماء وكان المصري يعتقد أن تحوت هو من وضع حسابات فصول السنة والتقويم وفيضانات النيل وهو من يحافظ على توازن الأرض لذلك اطلق اسمه على اول شهور التقويم بل وأطلق على التقويم التقويم التوتي.
ويرسم تحوت براس الطائر ابو منجل و ممسكا لوحا وقلم وكان يعتقد المصريين أنه هو من علمهم الكتابة والحساب وايضا هو من يقوم بحساب الأعمال في محكمة الموتى وميزان الذي يتم وزن القلب عليه في كفة والكفة المقابلة ريشة حسب اعتقادهم .
ومن الامثال التي أطلقها المصريين على شهر توت :
توت ري ولا تفوت . ويعني أن الفلاح عليه زراعة أرضه في هذا الشهر نظرا لوجود المياه بكثرة نتيجة الفيضان ولو فاته هذه الشهر لن يستفيد من زراعتها بعد ذلك .
وايضا هناك مثل يقول : توت قول الحر موت . وذلك نظرا لانكسار الحر الشديد فيه وبداية الطقس الخريفي اللطيف حيث ينتهي في شهر توت فصل الصيف ويبدأ فصل الخريف
وبحسب الأقباط أنهم حافظوا على هذا التقويم المصري الذي بدأ من أكثر من ستة آلاف عام وظلوا يحتفلوا به سنويا ب الي اليوم .وقديما كان له احتفال شعبي كبير يقوم به الأقباط بمناسبة بداية العام القبطي الجديد وقد كان الي وقت قريب يتم العمل في الدولة المصرية حسب التقويم القبطي وليس الميلادي كما هو حادث اليوم وظل معمول به الي الان .
نصلي الي الرب ان يحافظ على كنيسته في كل مكان وعلى شعبه وان يعطي السلام والامان للعالم كله وان يسند كل انسان في ضيق او الم او مطرود سواء من اجل الإيمان او لأي سبب آخر .
كل عام والكنيسة والجميع بمحبة وسلام ببركة وصلوات شهداءنا الأبرار . أمين
----------------
#عصام_نسيم

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي